منعت “المخابرات الجوية” في معبر التايهة، الفاصل بين مناطق النظام في حلب ومناطق “قسد” في منبج، مجموعة نساء من ريف دمشق من العبور إلى منبج بعدما اتضح أن وجهتهّن هي مناطق المعارضة في الشمال السوري.
مصدر مطلع قال لـ”المدن”، إن “الجوية” “فيّشت” البطاقات الشخصية للركاب المتجهين الى الشمال السوري، وطلبت من النساء جمع حقائبهنّ والنزول من الحافلة.
وفي المعبر أجرت “الجوية” تحقيقاً استمر لساعات مع تلك النسوة، حول سبب تنقلهنّ إلى الشمال السوري، وان كان لهنّ أقارب هنالك، ومدى ارتباط أقاربهن بالمعارضة.
وبعدها طلبت “الجوية” من النسوة العودة إلى ريف دمشق عبر حافلة عامة، مهددة باعتقالهنّ في حال العودة إلى المعبر مجدداً.
مصدر “المدن”، كان قد أشار إلى أن سائق الحافلة سبق وأخبر مجموعة النساء، قبل انطلاقها من دمشق، بأن المعبر لن يسمح لهن بالعبور.
مصدر مطلع، قال لـ”المدن”، إن تعميمات صدرت عن “فرع المخابرات الجوية” في دمشق، منتصف أيار/مايو، لمعبر “التايهة”، يمنع بموجبها تنقل أي شخص من دمشق وريفها عبر المعبر إلى الشمال السوري. وغيّرت “المخابرات الجوية” العناصر والضباط التابعين لها في المعبر، بالإضافة إلى حركة تبديلات شملت نقاط التفتيش الرئيسية لـ”الجوية” على الطرق التي تسلكها الحافلات المخصصة لنقل الركاب من دمشق إلى حلب، لمنع التهاون في تنفيذ الإجراءات الجديدة.
وتعود أسباب المنع، لضبط حركة شبان دمشق وريفها الذين هم في سن الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى منع أهالي المهجرين من لقاء أبنائهم للضغط على المُهجّرين.
إلا أن الطريق يظل سالكاً في حال تمكنت من رشوة الضباط. إذ وافقت إدارة معبر باب الهوى مطلع أيار على الطلب الذي تقدم به محمد، من ريف دمشق، وهو مقيم في مدينة الريحانية التركية، للم شمّل عائلته المقيمة في ريف دمشق. وتمكنت العائلة من تجاوز معبر التايهة والوصول إلى منبج ومنها إلى مناطق المعارضة، بعد دفع رشوة بـ1000 دولار، تقاسمها عناصر “الأمن العسكري” و”الجوية”.
وينشط على خط النقل من مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” الى مناطق النظام، والعكس، شركات نقل أبرزهما “بورو” و”الرضوان”، اللتان تُسيّران رحلتين، الأحد والأربعاء أسبوعياً، بتكلفة 17000 ليرة سورية للراكب الواحد. ولا تقدم شركات النقل لركابها أية ضمانات امنية أو تعهدات بضمان العبور او الوصول الى وجهتهم.
وتتفق شركات النقل مع الركاب المتجهين من دمشق إلى الشمال السوري، على نقطة التجمع غالباً ما تكون في ساحة العباسيين. ويتم ايقاف الحافلات أول مرة عند أول حاجز لـ”الجوية” على أوتوستراد دمشق-حمص.
ثم يكمل المسافرون طريقهم حتى الوصول إلى مشارف مدينة السلمية في حماة، حيث الحاجز الرئيسي لـ”االجوية”، ثم إلى حاجز خناصر في ريف حلب الجنوبي. في معبر التايهة، وبعد “تفييش” البطاقات الشخصية، وتفتيش الأمتعة، يُطلب من الركاب الانتظار لساعات ضمن الحافلة، قبل أن يسمح لبعضهم بالعبور.
وعند الوصول الى مناطق سيطرة “قسد”، تتعرض الحافلة للتفتيش على حاجز الدادات، حيث يتم إنشاء ملف أمني للركاب الجدد بعد جمع المعلومات منهم حول سبب الزيارة، والحالة الاجتماعية، وعلاقتهم بالمعارضة أو النظام. ومن ثم ينتقل الركاب إلى معبر جرابلس الفاصل بين “قسد” والمعارضة.
المصدر: جريدة المدن