بحث
بحث

مخيم اليرموك: المطالبة بالعودة.. ممنوعة


دعت فعاليات مدنية في مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوبي دمشق، إلى “التجمع السلمي” أمام جامع البشير بالقرب من مدخل مخيم اليرموك، عقب صلاة الجمعة، للمطالبة بتسريع عملية عودة الأهالي إلى بيوتهم.

مصادر متقاطعة في مخيم اليرموك، أكدت لـ”المدن”، أن فكرة التجمع جاءت إثر تسريب تسجيل مصور للسفير الفلسطيني في دمشق أنور عبدالهادي، وتناوله لموضوع العودة بأعصاب باردة، ووصفه لما يحصل بأنه “خارج الإرادة”، جازماً بأن لا عودة قريبة للمخيم في الوقت الحالي، حتى ولو بشكل استثنائي، ومطالباً الأهالي بالتحلي بالصبر والحفاظ على صحتهم، من أجل يوم العودة.
 
انتشار صور حديثة من داخل المخيم للمنازل التي لم تتعرض للدمار، والتي نهبت حديثاً على ايدي الفصائل الفلسطينية، او مليشيات النظام المسؤولة عن تأمين المخيم، كان من شأنه تجييش الشارع.
 
وأشارت مصادر “المدن” إلى أن الهدف من التجمع هو تشكيل عنصر ضغط على الجهات التي تتجاهل معاناة الأهالي الذين باتوا بحكم المُهجّرين قسراً عن منازلهم، وكذلك، لإيجاد آلية شعبية لتسيير عملية العودة، خصوصاً أن قراراً رسمياً، صدر عن نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، منذ شهور، سمح بعودة جميع أهالي مخيم اليرموك إلى بيوتهم.
 
مصدر مطلع، قال لـ”المدن”، إن “لجان المصالحة” في مخيم اليرموك والحجر الأسود، نقلوا لمنظمي التجمع، مساء الاربعاء، رسالة أمنية من “فرع فلسطين” مفادها “تحميلهم مسؤولية افعالهم”، وأن “السلطة ليست مسؤولة عن حماية او تأمين أي تجمع غير قانوني بغض النظر عن الصفة التي يحملها، سواء كان مظاهرة او مسيرة او تجمع”. وأضاف مصدر “المدن”، أن المنظمين بادروا مباشرة لإلغاء التجمع، وإعطاء “الجهات المسؤولة” مهلة جديدة حتى نهاية حزيران/يونيو، لإيجاد حل لعودتهم.
 
وأشار مصدر “المدن”، إلى أن فكرة التجمع لاقت صدى واسعاً بين الأهالي المهجرين، وتصدرت أحاديثهم اليومية، الامر الذي أثار غضب المسؤولين والمحسوبين على “منظمة التحرير الفلسطينية”، الذين حاولوا احتواء الموقف وزرع الخوف في قلوب الناس، بسرد الخطاب الرسمي على مسامعهم بأن ما سيقومون به هو “مظاهرة” وقد تنقلب نتائجها عكساً عليهم.
 
وعقب إلغائه، كتبت صفحة “مجتمع مخيم اليرموك” في “فيسبوك”، وهي أبرز الجهات الإعلامية الداعية للتجمع: “نداء التجمع لإيجاد حل، وليس لخلق أي مشكلة، وإذا كان بعد كل ما جرى في البلد من كوارث ممنوع على الأهالي العودة لبيوتهم، برغم وجود قرار على أعلى المستويات بهذه العودة، فعلينا أن نعرف من هو الذي يمنع، وما مدى علاقته بعصابات اللصوص التي يمنحها الانتظار وقتا أطول لإنجاز عملها في نهب كل شيء”.
 

عضو “مجموعة العمل من اجل فلسطينيي سوريا” محمود الزغموت، قال لـ”المدن”، إنه يُحمل “منظمة التحرير الفلسطينية” والفصائل الفلسطينية المقربة من النظام مسؤولية بقاء الأهالي بحالة الابعاد عن منازلهم، وعدم ممارستهم أي ضغط على النظام لبدء عمليات العودة. ورجح ان يكون السبب خلف عملية تأخير عودة الأهالي هو محاولة النظام إعادة وضبط الأمور أمنياً في المخيم.

المصدر: جريدة المدن 

اترك تعليقاً