صوت العاصمة – خاص
توقفت العلاقات الإعلامية لدى ميليشيا حزب الله عن نعي قتلى الحزب عبر المعرفات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ مقتل الأمين العام “حسن نصر الله” مع أكثر من 20 قيادي في قصف استهدف مربعاً أمنياً لحزب الله في الضاحية الجنوبية، يوم 27 أيلول الفائت.
وبحسب ما رصد موقع صوت العاصمة بعد متابعة معرفات الإعلام الحربي الذي ينعى قتلى الحزب عادة، وعلى مدى أكثر من شهر، فإن النعي الذي كان يترافق مع جملة “شهيداً على طريق القدس” للأفراد والقيادات توقف بشكل كلي بعد مقتل نصر الله، ليقتصر على قيادات الصف الأول علي الكركي وهاشم صفي الذين الذي كان من المفترض أن يكون خلفاً لنصر الله.
ما قبل تفجير البيجر ليس كما بعده
قالت مصادر خاصة ومقربة من حزب الله لموقع صوت العاصمة إن عدد قتلى الحزب منذ بداية جبهة “الإسناد” في 8 تشرين الأول عام 2023، وحتى يوم 17 أيلول من العام الجاري الذي وقعت فيه حادثة تفجير أجهزة البيجر، قد بلغ قرابة 500 قتيل لبناني منتمي لحزب الله بشكل رسمي، موثقين لدى العلاقات الإعلامية للحزب، فضلاً عن قتلى يتبعون لفصائل فلسطينية وآخرين متطوعين من “شيعة سوريا والعراق”
المعدل اليومي منذ بداية المعارك جنوبي لبنان وتبادل القصف مع إسرائيل قبل نحو عام، كان قتيلين لكل يوم بشكل وسطي، واستمر ذلك حتى يوم 17 أيلول، حيث بدأت إسرائيل تصعيد غير مسبوق اتجاه حزب الله، باستهداف آلاف العناصر عبر تفجير أجهزة الاتصال المعروفة باسم “البيجر” والتي أدت إلى إصابة قرابة 4 آلاف من عناصر الحزب بحسب مصادر إعلامية حينها، لتأتي بعدها موجة استهداف أخرى طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي يوم 18 أيلول .
بين 17 و 21 أيلول نعى حزب الله بحسب توثيق صوت العاصمة 59 قتيلاً من كوادره على رأسهم القياديين في وحدة الرضوان أحمد وهبي وإبراهيم عقيل، ليستمر بعدها النعي وترتفع الحصيلة إلى 71 قتيلاً موثقين لدى العلاقات العامة حتى اللحظة التي أغارت فيها إسرائيل على مربع حزب الله الأمني في الضاحية الجنوبية، لتكون حصيلة قتلى حزب الله خلال عام تقريباً اقتربت من 600 قتيلاً بين عناصر وقياديين.
ما بعد نصر الله
بعد نعي حزب الله لأمينه العام وعدد من القياديين الذين قُتلوا معه بشكل رسمي، وتزايد وتيرة الاغتيالات والقصف على الضاحية الجنوبية وجنوبي لبنان توقف الحزب عن نعي قتلاه بشكل نهائي حتى إعلان مقتل هاشم صفي الدين بتاريخ 23 تشرين الأول الفائت.
التوقف عن نعي القتلى بحسب مصادر صوت العاصمة، جاء نتيجة أسباب كثيرة، أهمها ألا يكون هناك “شهيداً” بعد الأمين العام، بحسب رأي العلاقات العامة لحزب الله، وبسبب التزايد الكبير في عدد القتلى، والذي ارتفع بمعدل 10 كل يوم عن الفترات التي سبقت اغتيال نصر الله، فضلاً عن انشغال الإعلام الحربي للميليشيا بالبيانات الآنية التي توثق العمليات العسكرية، والتي بات يصل عددها يومياً إلى أكثر من عشرين بيان، بعد إعلان الحزب رسمياً دخول الحرب مع إسرائيل والتخلي عن مصطلح “جبهة الإسناد” في 7 تشرين الأول 2024 بعد أن كانت تقتصر على أربع أو خمس بيانات يومياً.
أكثر من ألف قتيل وعشرات المفقودين حتى نهاية تشرين الأول 2024
وبحسب مصادر صوت العاصمة فإن عدد قتلى حزب الله ارتفع إلى 1220 قتيل موثقين عند الجهات المعنية لدى الحزب، فضلاً عن وجود عشرات المفقودين ضمن الأبنية والأنفاق التي تعرضت للتدمير بفعل القصف الإسرائيلي خاصة في مناطق التماس التي تقدم فيها الجيش الإسرائيلي ضمن قرى وبلدات الجنوب اللبناني.
وأشارت المصادر إلى وجود جثث أخرى تحت أنقاض الأبنية التي تدمّرت في الضاحية الجنوبية، مؤكدة أن أكثر من خمسين شخص، لم تصل فرق الإنقاذ إلى جثث الكثير منهم حتى الآن، وذلك تحت أنقاض كتلة الأبنية التي جرى استهدافها في 27 أيلول 2024، والتي أدت إلى مقتل نصر الله.
ونعت مصادر مقربة من حزب الله بعد أكثر من شهر من اغتيال نصر الله، الممرض الخاص به محمد خليل خريس، والذي انتُشلت جثته يوم 29 تشرين الأول 2024 من أحد الأنفاق أسفل الأبنية المستهدفة في الضاحية الجنوبية.
وأشار المصادر إلى أن ثلث المقاتلين الذين قضوا في معارك جنوب لبنان، خاصة أولئك التابعين لوحدة الرضوان، قد شاركوا في معارك سوريا بين عامي 2012 و2017 إلى جانب النظام السوري في مختلف المحافظات السورية.
ويدور الحديث في أروقة حزب الله إلى أن أعداد القتلى الحقيقة، الموثقة والغير موثقة تجاوزت 2500 قتيل، على مدى أكثر من عام من القصف والاشتباكات المباشرة والاغتيالات، فضلاً عن وجود قرابة 7 آلاف جريح معظمهم خلال حادثتي تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي منتصف أيلول 2024.
النعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي
يقول مصدر صوت العاصمة، المقرب من حزب الله، إن عمليات النعي وتوثيق القتلى باتت تُنجز بشكل شخصي بعد توقف النعي الرسمي، عبر حسابات تعود لمناصري حزب الله وعوائل المقاتلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويؤكد المصدر أن عمليات توثيق القتلى باتت اليوم تعتمد على رفاق القتيل على الجبهات، خاصة وأن المنطقة المشتعلة جنوبي لبنان تحول دون انتشال الكثير من الجثث، ليبقى التبليغ عن مقتل أحد أفراد الحزب مقتصراً على إثبات وجوده من عدمه ضمن النقاط والانفاق العسكرية.
قياديين قضوا في قصف إسرائيلي في عموم لبنان
وثق فريق صوت العاصمة مقتل أكثر من 20 قيادي لحزب الله خلال تشرين الأول 2024، جلّهم لم يتم نعيه عبر العلاقات العامة والإعلام الحربي للحزب، بعد توقف النعي بشكل نهائي.
– القيادي عيد نشار أحد المسؤولين عن وحدة الصواريخ المتوسطة.
– القياديين محمد وحسن قصير والمسؤولين عن وحدة نقل الأموال في حزب الله.
– القيادي محمد عنيسي مسؤول في وحدة الصواريخ الدقيقة.
– القيادي قاسم المصري مسؤول في مركز قيادة عمليات الجنوب اللبناني.
– القيادي محمد رشيد سكافي مسؤول في وحدة الاتصالات والتقانة.
– القيادي علي دقيق مسؤول في وحدة المدفعية ضمن قطاع قرية الغجر.
– القيادي محمد كرنب التابع لوحدة العمليات ضمن قطاع قرية الغجر.
– القيادي موسى بركات في مركز عمليات قطاع قرية الغجر.
– القيادي حسين كمال في مركز عمليات قطاع قرية الغجر
– القيادي سهيل حسني عضو المجلس الجهادي بحزب الله، وقتل معه ابنه رضا سهيل حسني وابن أخيه محمد حسني.
– القيادي محمد كمال نعيم المسؤول في وحدة مضادات الدروع.
– القيادي عباس سلامة “الحاج أبو الفضل” مسؤول ميداني ومتخصص بتدريب عناصر النخبة لدى حزب الله.
– القيادي باسل شكر عضو هيئة أركان وحدة الرضوان.
– القيادي هاني الطويل شقيق القيادي وسام الطويل، أحد قادة وحدة الرضوان.
– القيادي حسن غريب رئيس وحدة تحويل الأموال في حزب الله والذي قتل باستهداف سيارته في حي المزة بدمشق.
– القيادي محمد علي بحسون والذي قُتل في الغارة التي استهدفت هاشم صفي الدين.
– القيادي خليل أمهز مسؤول في الوحدة الجوية لحزب الله
– القيادي حسين علي هزيمة، قائد استخبارات حزب الله وقُتل في الغارة التي استهدفت هاشم صفي الدين.
وتعمل إسرائيل منذ أشهر على استهداف كوادر حزب الله بشكل كبير، عبر غارات جوية تطال مقرات الحزب واستهداف لسيارات تقل قياديين، وتسعى بحزب تصريحات الجيش إلى تفكيك المنظومة وقطع جميع طرق الإمداد لحزب الله وتطويق لبنان عسكرياً عبر ضرب المعابر الشرعية وغير الشرعية، التي يتم من خلالها تهريب السلاح للحزب.