بحث
بحث
الاتحاد الوطني لطلبة سوريا - انترنت

تحقيق يكشف دور “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” في قمع المظاهرات بجامعة دمشق

كشف تحقيق الأربعاء 19 حزيران الجاري عن دور “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” في قمع المظاهرات السلمية في جامعة دمشق بين عامي 2011 و2013.

واعتمد التحقيق الذي أعدّه المجلس السوري – البريطاني على مقابلات مع 17 شاهداً وثلاث شاهدات بينهم طلاب سابقون وأعضاء في الهيئات التدريسية وأعضاء من الاتحاد نفسه.

واستمر التحقيق لـ 14 شهراً بين شهري أيلول 2022 وتشرين الثاني 2023، وركز على الانتهاكات التي ارتكبت بين شهري آذار 2011 وحتى نهاية عام 2013.

وبحسب التحقيق، فإنّه في آذار 2011 اندلعت مظاهرات واسعة في سوريا طالبت برحيل بشار الأسد، وحاول حينها طلاب في الجامعات الخروج بمظاهرات والمشاركة في الاحتجاجات، بينها جامعة دمشق.

وأوضح التحقيق أنّ النظام السوري دفع بقوى الأمن إلى الشوارع لمواجهة المظاهرات ثم قوات الجيش، وسرعان ما انخرط “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” في قمع المظاهرات.

وأشار التحقيق إلى مشاركة الاتحاد لعمليات القمع ونفذ اعتقالات تعسفية، كما مارس عمليات تعذيب للطلاب عبر الضرب والصعق الكهربائي والإساءات اللفظية والنفسية، وانتهاكات جنسية وأخرى على أساس طائفي.

التحقيق بيّن أنّ أعضاء من الاتحاد في جامعة دمشق مُنحوا صلاحيات واسعة النطاق حينها لضمان قمع المظاهرات التي خرجت في الحرم الجامعي، مشيراً إلى أنّهم كانوا يقومون بدوريات لمراقبة باحات الجامعة وقاعات المحاضرات والمدينة الجامعية ويُراقبون أنشطة الطلاب على الإنترنت بحثاً عن أي تعبير عن مناهضة النظام السوري.

ووفقاً للتحقيق، فإنّ أعضاء الاتحاد كانوا في بعض الحالات يُدققون هويات الطلاب ويُفتشون حقائبهم قبل السماح لهم بدخول الجامعة، كما كانوا يرفعون التقارير عن الطلاب وحتى عن الأساتذة والموظفين إلى إدارة الجامعة أو الأجهزة الأمنية.

كما كانوا يعتقلون الطلاب مباشرة ويخضعونهم للاستجواب أو التعذيب داخل مكاتب تابعة للاتحاد أو في مراكز تعذيب موجودة داخل الحرم الجامعي أو يُسلمونهم بشكل مباشر إلى الأجهزة الأمنية، تبعاً للتحقيق.

ولفت التحقيق إلى تعرّض مظاهرة طلابية أمام كلية العلوم في 11 نيسان 2011 إلى قمع عنيف من قبل اتحاد الطلبة، مشيراً إلى أنّ ما يقرب من 25 من أعضاء الاتحاد مدعومين بأفراد من حرس الجامعة أحاطوا بما بين 50 إلى 100 متظاهر من ثلاث جهات وهاجموهم وضربوهم بأيديهم وبعصي خشبية، وهم يهتفون بألفاظ نابية.

ولم يقتصر دور اتحاد الطلبة في جامعة دمشق على قمع الاحتجاجات داخل حرم الجامعة فقط، بل ذكر شهود عيان أنّ بعض الأعضاء شاركوا في قمع احتجاجات حصلت خارج الحرم الجامعي، منها جرت أمام مساجد في أنحاء مختلفة من مدينة دمشق.

التحقيق أوضح أنّ الطلاب الذي كان يعتقلهم الاتحاد يُحتجزون في مواقع مختلفة في حرم جامعة دمشق، لافتاً إلى أنّ بعضهم احتُجز في محارس وهي غرف مستقلة يستخدمها عناصر الحرس في الجامعة، والبعض الآخر احتُجز في مكاتب الهيئات الإدارية.

واحتُجز آخرون في مواقع أخرى من حرم الجامعة، منها قبو في كلية طب الأسنان، وغرفة استجواب بالقرب من المعهد العالي للغات، وقبو في أحد أبنية المدينة الجامعية، ولم يكن احتجاز الطلاب يُقتصر بالضرورة على واحد من هذه المواقع، بل كان الطالب المحتُجز يُنقل أحياناً بين أكثر من موقع، بحسب التحقيق.

ونقل التحقيق عن شهود عيان آخرين قولهم إنّ الاتحاد استجوب بعض الطلاب ثم أطلق سراحهم في نفس اليوم، بينما سلّم آخرين إلى الأجهزة الأمنية، موضحين أنّه في حالات التسليم كان أعضاء من الاتحاد يُرافقون الطلاب المحتجزون من مكان احتجازهم في الحرم الجامعي إلى سيارة حكومية تأتي لأخذهم.

وأضاف التحقيق: “بعض الأعضاء كانوا يستقلون السيارة مع الموقوفين وعناصر الأمن ويبقون معهم حتى وصولهم إلى أحد مراكز الاعتقال في الأفرع الأمنية، وقد نُقل المحتجزون مباشرة من عهد الاتحاد في الجامعة إلى فرع الأمن السياسي في دمشق أو إلى فرع المخابرات العامة 251 المعروف بفرع الخطيب، أو فرع المخابرات الجوية في حرستا”.

وعن أساليب التعذيب التي استخدمها الاتحاد بحق الطلاب، جاء في التحقيق أنّ أبرزها الصفع واللكم والركل، وكذلك الضرب بالأيدي والعصي والهروانات والأنابيب البلاستيكية السميكة على مختلف أنحاء الجسم، فيما تعرّض العديد من الطلاب للصعق بالكهرباء.