بحث
بحث

الثلاثي العسكري السوري العراقي الايراني:الحدود أولوية!

أطلق رؤساء أركان جيوش إيران والعراق وسوريا، في مؤتمر صحافي مشترك بدمشق، لإطلاق سلسلة مواقف تصعيدية ضد الوجود الأميركي في سوريا.

الموقف الأبرز كان تشديد جميع الأطراف على ضبط أمن المعابر البرية بين سوريا والعراق، بمباركة إيرانية، في رسالة واضحة للجانب الأميركي الذي يحتفظ بوجود عسكري في قاعدة التنف، وفي الشمال الشرقي السوري.

مصادر “المدن”، أشارت إلى أن الطائرة التي وصل بها رئيس الأركان الإيراني محمد باقري هي طائرة خاصة، ورافقه ضباط دفاع جوي ومستشارون عسكريون وأمنيون من الأركان الإيرانية. وأكدت المصادر أن توقيت هبوط طائرة باقري لم يُعرف إلا عندما أصبحت الطائرة في الأجواء الشرقية، ودخلت مجال ريف دمشق الجوي، للهبوط في مطار دمشق الدولي.

الوفد الإيراني زار، ليل الأحد/الإثنين، “البيت الزجاجي”، القاعدة الإيرانية القريبة من مطار دمشق الدولي، ومكث فيه لمدة نصف ساعة، قبل تأمين الطريق إلى دمشق من قبل قوات خاصة تابعة لـ”الحرس الثوري”، باتجاه هيئة الأركان السورية. مصدر “المدن” أكد أن الوفد الإيراني زار مواقع في الغوطة الشرقية، ومواقع لقواعد إيرانية في مُحيط الكسوة غربي دمشق. وأشار المصدر إلى أن جدول الأعمال الإيراني يتمضن زيارة ديرالزور، بطائرة عسكرية.

وزير الدفاع السوري العماد علي عبدالله أيوب، قال في المؤتمر الصحافي، إن “سوريا لا تساوم بحقها في الدفاع عن سيادتها وستستعيد السيطرة على كل شبر من أرضها”. وأوضح أيوب أن هذه الاجتماعات “مهمة للجميع وهى ناجحة بامتياز وعلى شتى الصعد والمستويات وما تمخض عنها سيساعدنا بالاستمرار في مواجهة التحديات والأخطار والتهديدات التى أفرزها انتشار الإرهاب التكفيري وتمدده في هذه المنطقة الحيوية من العالم”. وشدّد على أن”الدولة السورية ستعيد بسط سيطرتها على كامل جغرافيتها سواء بالمصالحات أم بالقوة العسكرية وإدلب لن تكون استثناء أبدا فهي واحدة من أربع مناطق خفض التصعيد التي تم تحديدها حيث عادت المناطق الثلاث الأخرى إلى كنف الدولة السورية وهذا ما ستؤول إليه الأمور في إدلب وغيرها”.

وأكد العماد أيوب أن “أي وجود عسكري لأي دولة كانت من دون دعوة رسمية من الدولة السورية هو وجود احتلالي وغير شرعي ومن حق سوريا الدفاع عن أمنها الوطني وسيادتها، وهذا أمر تقره القوانين والمواثيق الدولية والحفاظ على وحدة الدولة السورية جغرافيا وبشريا أمر غير قابل للمساومة والنقاش”. وأشار إلى أن “عوامل القوة متوافرة لدى الجيش العربي السوري لإخراج القوات الأميركية المحتلة من التنف”، مؤكداً أن “أميركا وغيرها سيخرجون من سوريا”. وأشار إلى أن “الورقة المتبقية مع القوات الأميركية هي قسد وسنتعامل معهم إما بالمصالحات وإما بتحرير الأرض”.

من جانبه، أكد رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، أن إيران “ستواصل المسار الذي بدأته مع الاشقاء السوريين والعراقيين، وأن ارتباط الطرق بين سوريا والعراق يخدم الشؤون التجارية والمسافرين كما يحظى باهمية بالغة لإيران”.

واشار باقري الى ان الاجتماع الثلاثي، شهد مزيداً من التنسيق في الاهداف والبرامج بين الاطراف الثلاثة. وقال إن “عملاء الاستكبار العالمي يعملون لزعزعة امن المنطقة والتمهيد لظلم وتطاول الاحتلال الاسرائيلي مشددا على ان الاعداء يتطلعون الى المساس بالسيادة الشعبية للعراق والجمهورية الاسلامية الايرانية”.

واكد باقري ان “الهدف في هذه المرحلة هو استتباب السيادة الوطنية ووحدة التراب السوري وخروج جميع القوات المتواجدة في سوريا من دون اذن”، وقال ان “اجراءات الدول الثلاث ستتواصل حتى القضاء الكامل على الارهاب ويتعين على القوى التي تعاونت لمواجهة الارهاب وامتزجت دماء شهدائها ان تقرر المستقبل الحر والمستقل لدول المنطقة”.

واضاف ان “دول منطقتنا التي تعد اهم منطقة بالعالم تواجه مشاكل مثل تدخل الصهاينة والقوى المستكبرة وسنتحرك من خلال التنسيق بيننا باتجاه ارساء دعائم الحرية والاستقلال الكامل ويتعين علينا ان نتخذ الاجراءات اللازمة مرحلة بمرحلة”. واكد ان “الارهابيين في العراق وسوريا كانوا يهددون امن إيران وان طهران ارسلت مستشاريها الى هذين البلدين بطلب من بغداد ودمشق وقد دخلت ايران هذه الحرب بكل ما اوتيت من قدرة وعبر التنسيق الكامل مع الحكومتين السورية والعراقية”.

وأكد رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي، أن “أمن الحدود بين سوريا العراق مهم جدا وهو ممسوك من قبل القوات الأمنية العراقية والجيش السوري”. وأشار إلى أن “الأيام القليلة القادمة ستشهد فتح المنفذ الحدودي بين العراق وسوريا واستمرار الزيارات والتجارة بين البلدين ولدينا تنسيق كبير مع الجيش  السوري بخصوص محاربة داعش”. كما أكد أن “أمن سوريا وأمن العراق لا يتجزأ. سوريا تعتبر عمقا للعراق والعراق عمقا لسوريا، والتنسيق سيستمر من خلال مركز المعلومات الذي تم إنشاؤه”.

المصدر: جريدة المُدن 

اترك تعليقاً