ريف دمشق – أحمد عبيد
يعيش أهالي مدن وبلدات العاصمة دمشق وريفيها الشرقي والغربي حالة انفلات أمني تتخللها عمليات سرقة وابتزاز مالي ورشاوى، وأتاوات فرضتها ميليشيات النظام السوري على الأهالي، ولا سيما في المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً بموجب اتفاقيات التسوية والتهجير القسري.
وقال مصدر من أهالي مدينة حرستا في الغوطة الشرقية لـ “صوت العاصمة” أن حاجز تابع لميليشيا محليّة يتمركز على أحد مداخل المدينة، المعروف بإسم حاجز “أطر” والمدعوم من قبل أبو عرب الشحيمي، وهو قائد لمجموعة تابعة لميليشيا “النمر” التي يقودها العميد “سهيل الحسن”.
يفرض الحاجز المذكور، أتاوات على الحافلات الخارجة والداخلة من وإلى المدينة، مشيراً إلى أن عناصر الحاجز قاموا بسلب سيارة شخص مدني من أبناء المدينة بعد ضربه بطريقة وحشية قبل أيام.
وتابع المصدر أن المدينة ما تزال تشهد حالات تعفيش وسلب للأثاث المنزلي من منازل العائلات التي نزحت إلى العاصمة دمشق ومناطق أخرى في محيطها والمهجرين قسراً نحو الشمال السوري، إضافة للتضييق الخدمي واحتكار تواجد المواد الأولية والأساسية لدى تجار مقربون من ميليشيات النظام السوري وتفضيل عناصر الجيش والمتطوعين في الميليشيات التابعة له كالفيلق الخامس اقتحام بالحصول عليها.
وبحسب المصدر فإن الأوضاع المعيشية لعناصر المصالحات بات تحسنها ملحوظ بشكل كبير، حيث يحصل العنصر المتطوع في المدينة على مبلغ ٥٠ ألف ليرة سورية و١٠٠ ألف ليرة لمن يقبل بالذهاب لقتال عناصر تنظيم داعش في دير الزور وبادية السويداء مسبقاً، إضافة لحصولهم على مساعدات دورية من الهلال الأحمر السوري وغيرها من المنظمات الإغاثية العاملة في مناطق سيطرة النظام وأهمها جمعية البستان المدعومة إيرانياً على خلاف المساعدات النادرة التي تقدمها لبعض العائلات، ناهيك عن أخذ المواد الغذائية من البائعين في المدينة عنوةً، مستغلين سلطتهم في ذلك.
مصدر آخر من مدينة دوما قال لـ”صوت العاصمة” أن عشرات العائلات النازحة إلى دمشق وريفها من أهالي المدينة عادوا إليها خلال الأيام القليلة الماضية، وسط انفلات أمني كبير، ولا سيما بعد دخول قوات النظام السوري وتهميش عناصر المصالحات بشكل كامل، مشيراً إلى أن الخروج والدخول من وإلى المنطقة يحتاج موافقة من قبل الضابط المناوب على الحاجز الرئيسي للمدينة.
ولفت المصدر أن قوات النظام استباحت منازل المهجرين قسراً إلى الشمال السوري بشكل علني، مشيراً إلى أن العناصر المتواجدة داخل المدينة تفرض الأتاوات على أصحاب الحافلات التي تنقل الأثاث المنزلي من مكان لآخر ضمن المدينة، وكانت قد اعتقلت العديد من أبناء المدينة بتهمة السرقة بعد رفض دفع الأتاوات لهم.
وبحسب المصدر فإن حالة خوف وذعر تسيطر على شبان المدينة بسبب تكرر الاعتقالات التعسفية العشوائية، وخاصة بحق الذين كانوا ينخرطون في صفوف المعارضة.
أيضاً، أفاد مصدر من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية أن قوات النظام تصادر كافة ممتلكات المهجرين إلى الشمال السوري، حتى وإن كانت منازلهم مأهولة من قبل أحد أقاربهم أو معارفهم، وتفرض الحصول على موافقة أمنية موقعة من مختار المنطقة ورئيس بلديتها والضابط المسؤول عن حواجزها، ما يزيد العبء على الأهالي هناك، ويوجب عليهم دفع أتاوات ورشوة لكل من يضع خاتمه على الموافقة، مشيراً إلى أن الحصول على موافقة لعبور سيارة واحدة يكلف طالبها قرابة الـ١٠ آلاف ليرة سورية داخل القطاع فقط.
وبحسب المصدر فإن المدعو “أبو يزن أمن عسكري” المسؤول السابق عن أمن فصيل “فيلق الرحمن” المعارض، المتطوع في صفوف الفيلق الخامس اقتحام التابع للنظام السوري يعمل على إعادة فتح ملفات المسلحين السابقين في صفوف المعارضة ومداهمة منازلهم بشكل متكرر.
وفي منطقة خان الشيح بريف دمشق الغربي قالت لـ”صوت العاصمة” أن قوات النظام المتمركزة في المخيم ما زالت تمنع دخول الأهالي إلى مزارع المنطقة والقطاع الغربي من المخيم، على الرغم من بسط سيطرتهم عليها منذ أكثر من سنتين، مشيرة إلى أن مساحة ٧٠٪ من طرق المنطقة مغلقة بسواتر جمعتها قوات النظام من ركام المنازل المهدمة.
وأوضح المصدر أن الحاجز المتمركز على مدخل المخيم أغلق الطريق المؤدية إليه مدة عامين، واقتصر القادرون على الدخول والخروج على طلاب الجامعات وموظفي المؤسسات الحكومية وعناصر الميليشيات التابعة لها، وذلك وفق موافقة أمنية يتقدمون بطلبها قبل يومين من مغادرة المخيم مع ذكر موعد العودة والأسباب.
وبحسب المصدر فإن ميليشيا مساندة للنظام السوري تتبع لـ”أحمد جبريل” أُعيد تشكيلها داخل المخيم، ووصل عدد المتطوعين فيها لأكثر من ٣٠٠ عنصراً من النازحين الفلسطينيين، تعمل على ترويج بيع المخدرات والحبوب والحشيش لصالح قيادة مجموعات الميليشيا وبشكل علني، إضافة للانتهاكات المتكررة بحق قاطني المخيم.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في محيط العاصمة دمشق ضمن عمليات تسوية وتهجير قسري نحو الشمال السوري، افتتحتها بتهجير دريا غرب دمشق أواخر شهر أغسطس/ آب عام ٢٠١٦، وكان ختامها تهجير مدينة دوما في الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة في محيط دمشق مطلع أبريل/ نيسان ٢٠١٨.