وصلت إلى مشفى المجتهد في دمشق خلال الأيام الفائتة حالات مرضية بعضها بحالة خطرة لأطفال أدمنوا استنشاق البنزين والشُعلة والطلاء أو الأدوية المهدئة والمنومات.
وأكدت طبيبة الأطفال في مشفى المجتهد هيا جندلي وصول حالات لأطفال يستنشقون الطلاء الذي يحتوي على نسبة كبير من الرصاص أحد المعادن السامة التي تسبب إعاقات ذهنية ودماغية للأطفال، وفقا لموقع أثر برس الموالي.
وأشارت الجندلي إلى أنّ لاصق الشُعلة الذي يدمن على استنشاقه الأطفال والمراهقين أكثر سمية من الطلاء كونه يحتوي على مادة التولوين التي تؤدي إلى اضطرابات كالجهد البصري أو ضمور بصري واعتلالاً بالأعصاب والمخيخ واضطرابات معرفية وأذيات قلبية إضافةً إلى أضرار في الرئتين والحنجرة.
وقالت الطبيبة الأخصائية بأمراض الأطفال هويدا أحمد إنّها رصدت حالات لأطفال يستنشقون البنزين كبديل عن المخدرات والشُعلة، موضحةً أنّ البنزين يسبب أذيات دماغية ورئوية تتمثل في صعوبة بالتنفس والتهابات بالمريء والبلعوم والأحشاء البطنية إضافة لتشنجات معوية وصداع شديد.
وبينت أن هناك أعراض عدة تصيب مدمني استنشاق البنزين عند تركه أو الابتعاد عن هذه العادة وهي ليست صعبة مثل أنواع الإدمان ويمكن السيطرة عليها من خلال المساعدة وتقديم الإرشادات المناسبة، ومن هذه الأعراض التهيج المفرط وعدم التركيز وتقلب المزاج والشعور بالكآبة وفقدان الشهية للطعام واضطرابات النوم.
ونوّهت الطبيبة إلى أن حالات المدمنين على استنشاق البنزين ليست كبيرة ففي الأسبوع الواحد قد تصادفها 3 حالات وتكون في بداياتها ويمكن معالجتها، متوجهة بنصيحة لمدمن هذه الرائحة بالذهاب لأماكن تأهيل وعلاج الإدمان لمساعدتهم للتغلب على تلك المشكلة قبل تفاقمها.
وأشار أستاذ الطب النفسي في جامعة دمشق ورئيس قسم الأمراض الباطنة في مشفى المواساة الجامعي يوسف لطيفة في وقت سابق إلى أنّ ظروف الحياة اليومية والضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد في ظل الظروف التي مرت بها سوريا خلال السنوات الفائت تزيد من نسبة الاضطرابات النفسية عامة ما يؤدي إلى زيادة الإدمان على المواد المخدرة نتيجة لنقص الرقابة الصحية في المؤسسات الصحية بالدول التي لديها أزمات وغالباً يكون الإدمان على الحشيش أو المخدرات بشكل عام أو على المنشطات النفسية أو الأدوية المسكنة المركزية وأيضاً على الكحول.