كشفت تقرير لموقع المونيتور الأمريكية عن بنية شركة عسكرية روسية خاصة بدأت بتسلم مهام ميليشيا فاغنر في سوريا بعد إقصاء الأخيرة عن مهامها ونقل مجموعاتها إلى روسيا وبيلاروسيا.
وبحسب التقرير فإنّ الكرملين سمح لقائد الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف بضم عناصر سابقين من فاغنر تحت جناحه يتمثل بالمحاولة المستمرة للسيطرة على تلك المجموعة الأمنية عبر فرض ضوابط وخلق توازنات والحد من نفوذ وزارة الدفاع والأهم من ذلك الحد من نفوذ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ضمن طبقة النخبة الروسية.
والهدف من ضم مقاتلي فاغنر السابقين هو الحفاظ على ما يشبه البنية العسكرية السابقة للجيش لا الاحتفاظ ببنية الشركة بحد ذاتها ولهذا يتعين على المرتزقة كافة التوقيع على عقود فردية مع المؤسسة العسكرية الروسية.
وقال أحد مدربي فاغنر وهو ضابط احتياطي لدى القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بجمهورية بيلاروسيا : “سيبقى ترتيب العمل والقيادة على حاله، لأن المشكلة تكمن في التطبيق القانوني للقرارات الصادرة بحكم الأمر الواقع عن الأطراف والموافقة التي تأتي عليها”.
وأضاف أنّ فاغنر بعدما أصبحت تابعة للحرس الوطني الروسي ستبقى موجودة في بيلاروسيا حتى تدريب العساكر هناك ولتحارب في أوكرانيا وأفريقيا وقال: “وقعت كل فئات فاغنر على العقد المعروف باسم المشروع k ، المتمثل بشركة Red Dot العسكرية الخاصة”.
ولن تتخلى وزارة الدفاع الروسية أو بالأحرى المديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة عن مخططاتها الساعية للحفاظ على ميليشيا عسكرية تنوب عنها في الصراعات حول العالم، وخصيصاً في إفريقيا.
ولم تعمل شركة ريد دوت العسكرية الخاصة لفترة طويلة في سوريا فحسب بل كانت في المقدمة عند غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022 ولديها وجود أيضاً في دول الخليج امتد لسنوات طويلة إلى جانب وجودها في كردستان العراق وفي الصومال.
وبحسب المتوافر من البيانات أُنشئت شركة ريد دوت الحديثة باسمها هذا بعد التدخل الروسي في الحرب السورية وقوامها شركات الأمن الخاصة التابعة لموسكو والمرتبطة باللواء الجوي سبيتسناز 45، وهي امتداد لشركة خاصة تحمل ذات الاسم جرى تأسيسها خلال فترة انهيار الاتحاد السوفيتي.
في البداية كانت هذه الشركة العسكرية تضم مرتزقة سابقين من فاغنر وقد نفذت في سوريا عمليات كاملة منذ أواخر عام 2017، إذ كانت تحرس مقرين لشركة سترويترانس غاز التي يملكها الملياردير الروسي غينادي تيمتشينكو، وهي عبارة عن محطة لمعالجة الغاز قريبة من حفل توينان للغاز في سوريا، إلى جانب مصنع لإنتاج الأسمدة في حمص.
وحتى أواسط 2022 أصبح لدى شركة ريد دوت نحو 100 مقاتل مزودين ببعض المعدات الثقيلة وأغلبهم انخرطوا في عمليات تأمين الشحنات إلا أنهم كانوا ينفذون غارات ضد مقاتلي تنظيم الدولة بالقرب من مقارهم بين الفينة والأخرى.
ودفع الإمكانيات الضئيلة للشركة العسكرية الخاصة لتوظيف سوريين من شركة المهام الأمنية السورية التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال السوري حسام قاطرجي وذلك حتى تقوم هذه الشركة السورية بتزويدهم بحماية إضافية لمقراتهم.
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، بدأ الجيش الروسي باستخدام اسم شركة ريد دوت بشكل عام لإضفاء طابع رسمي قانوني على العقود الموقعة مع جماعات مختلفة.
وبحسب حوار أجري مع قائد عسكري من تلك الشركة فقد تبين وجود نحو سبع شركات عسكرية خاصة تابعة لريد دوت موجودة في مناطق مختلفة في روسيا ضمن قواعد مخصصة للقوات الخاصة من سلاح الجو ومن الهيئة العامة للأركان، بعضها أنشئ في عام 2021 استعداداً لغزو أوكرانيا،
وأشارت تقارير غربية إلى أنّ هذه الشركة العسكرية الخاصة تُستخدم كهيكل مظلة حالياً لتشمل ما لا يقل عن عشرين تشكيل مسلح يضم متطوعين يصل تعدادهم إلى عشرات الآلاف.
وتجري معالجة أوراق القليل من مرتزقة فاغنر ممن بقوا في سوريا للعمل مع شركة ريد دوت التي تسلمت السيطرة على حقل حيان للغاز وكذلك مصنع شركة حيان للبترول، اللذين سيطرت عليهما قوات فاغنر منذ عام 2017، ما يعني انتقال السيطرة الفعلية لوزارة الدفاع الروسية.