بحث
بحث
تعبيرية - انترنت

الموقف السوري من الحرب ضد إسرائيل يغيب عن خطاب حسن نصر الله

لم يتطرق زعيم ميليشيا حزب الله اللبنانية في خطابه الذي أطل به الجمعة 3 تشرين الثاني للموقف السوري من التصعيد الذي تشهده المنطقة بين ما يعرف بـ”محور المقاومة” وإسرائيل.

ويرى محللون ومراقبون أنّ الموقف السوري غُيّب عن خطاب حسن نصر الله الذي حيّا خلال ميليشيات مرتبطة بإيران في العراق واليمن ولم يسقط سهواً، وأنّ هذا التغييب له دلالات تشير لتوجه المحور إلى خفض التصعيد وعدم المضي في توسعة رقعة الصراع إلى دول جوار إسرائيل، وفقاً لموقع سكاي نيوز عربي.

واعتبر المحللون أن هناك توجس لا يزال يحكم العلاقة بين النظام السوري وحماس على خلفية موقف الحركة الداعم للمعارضة خلال السنوات الأولى من الثورة السورية ضد بشار الأسد.

فضلا عن أن دمشق المرهقة جراء سنوات من الحرب الداخلية والتدخلات الخارجية والعقوبات الغربية المفروضة على النظام السوري، لا تبدو وفقهم في وارد الانخراط في حرب ليست هي من بدأتها ولا هي من خططت لها وأنها تحاول في هذا المنعطف الموازنة بين علاقاتها مع إيران وحلفاءها وعلاقاتها والتزاماتها العربية سيما بعد الانفتاح العربي الواسع عليها مؤخرا.

وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق عقيل محفوض “لا يزال الموقف بين النظام السوري وحماس معقدا وبعيدا عن الوصول لحلول أو تسويات، فالتقارب النسبي ليس نتيجة قناعات مباشرة لديهما إذ ثمة رغبة من إيران لكسر الجمود وتغيير النمط بين الطرفين في أفق رؤيتها للأمور ووفق أولوياتها، أكثر منها أولويات دمشق على ما يرى كثير من السوريين وبالطبع ليس بناء على مراجعات جدية لما بدر من حماس في بدايات الأزمة السورية”.

وأضاف أنّ الأقرب للنظام السوري أن ينظر للتقارب النسبي مع حماس بوصفه استجابة لإكراهات الموقف الإقليمي والتشارك في العداء لإسرائيل.

لكن لا يستطيع كثير من السوريين تناسي أن حماس كانت مصطفة في الخندق المعارض للنظام السوري وأن بعض مقاتليها شاركوا في الحرب ضدها، وأن هنية رفع علم المعارضة السورية في أصعب وأحلك لحظات الحرب.

وبالنسبة للنظام السوري فإنّ  معارك حماس لا تمثل أولوية الآن، فحماس ليست فلسطين، ولا هي كل الشعب الفلسطيني، وعليه فالموقف السوري من الحرب في غزة هو مع حق الفلسطينيين بمقاومة الاحتلال وهو بالتمام ضد ما تقوم به إسرائيل وهو ما لا يضع سوريا في معركة لم تتضح خططها ولا رهاناتها ولا أفقها فضلا عن عدم الثقة بالفاعل، الذي هو حركة حماس.

وأظهرت الدبلوماسية السورية ديناميكية نشطة بهذا الخصوص إذ ثمة إكراهات داخلية وإقليمية ودولية ثقيلة جدا وإجهاد كبير بعد سنوات من الحرب والحصار.

وبحسب محفوض فإن إيقاع التفاعل السوري مع الحدث تحدده دمشق نفسها خلافا للدعاية المناهضة لها وأنّ منطق “المحور” مهم بالنسبة لها، لكن منطق التقارب والتفاعل مع الدول العربية مهم أيضا.

وثمة حدود وسقوف للصراع والمواجهة تفوق قدرة الأطراف على تجاوزها إن كان ثمة من يريد تجاوزها بالفعل، خصيصاً أنّه لدى فواعل السياسة في سوريا ما يشبه اليقين أن المشهد سوف ينقلب من الحرب إلى التسوية ولا بد أنها تسوية غير نهائية وغير عادلة، وسوريا ليست جزء من ذلك.

وقال الباحث في معهد ستيمسون للأبحاث عامر السبايلة “واضح أن هناك حصرا لجغرافيا الصراع في غزة من قبل نصر الله باعتبار أن قرار الهجوم اتخذ فيها دون تنسيق مع الحلفاء كحزب الله، وهو ما يعني وفق ما كشفه خطاب نصر الله النأي بلبنان عن الصراع المفتوح مع إسرائيل وعدم دخول حزبه في المواجهة الكبرى”.

وأضاف أنّ جل ما يقوم به حزب الله هو إشغال الإسرائيليين عبر عمليات متفرقة ومحدودة في الجبهة اللبنانية، وهكذا فتجنب إشارته لسوريا وعدم التطرق حتى لاستهداف مطاري دمشق وحلب مؤخرا من قبل إسرائيل هو مؤشر على حرص حزب الله على النأي بالنفس وبالحلفاء وعدم تقديم أي مسوغ للاستهداف.

ولفت إلى أنّ النظام السوري يعرف في حال تورط في الحرب بصورة واسعة فإنه سيكون عرضة لضربة شاملة، ولهذا فهي تحرص على عدم تقديم المسوغات لهكذا ضربة ومحاولة امتصاص الضربات التي تتعرض لها مطاراتها وعدم الدخول في مواجهة مباشرة ومفتوحة.

وكشفت وسائل إعلام لبنانية أنّ نصر الله زار دمشق بشكل سري قبل أقل من أسبوعين من خطابه أمس الجمعة، والتقى ببشار الأسد لرفع مستوى التنسيق بين أطراف المحور في حال دخولهم حرباً مباشرة ضد إسرائيل.

وأكد حسن نصر الله في خطابه أنّ إسرائيل والولايات المتحدة هددتا عدة مرات منذ 7 تشرين الأول الفائت بتوجيه ضربات لبقية أطراف المحور في حال دخلوا الحرب ضد إسرائيل.