بحث
بحث
عرض عسكري للقوات الروسية في سوريا - انترنت

روسيا تعارض اتساع رقعة الحرب ووصولها إلى سوريا

تزايدت في الأيام الأخيرة التحذيرات الروسية من خطورة توسع الحرب التي في الشرق الأوسط بين إسرائيل وفصائل فلسطينية وانتقالها إلى سوريا، لتثير تلك التحذيرات تساؤلات حول دوافع موسكو وما إن كانت لديها معطيات جديدة تنبئ بتوسع الحرب، وفقاً لجريدة المدن اللبنانية.

وقال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف إن التحذيرات الروسية تأتي على خلفية تعرض القواعد الأميركية في سوريا للاستهداف والقصف الأميركي لبعض المواقع العسكرية وتدخل جماعة الحوثيين اليمنية على خط التصعيد من خلال المسيرات والصواريخ إلى جانب زيادة الضربات الإسرائيلية لأهداف في سوريا بالتزامن مع التصعيد غير المسبوق والضربات الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزة.

وأضاف أنّ روسيا ترى أن هذا التصعيد والتسخين يُنذر بتوسع نطاق الحرب ليس فقط إلى سوريا بل إلى كل دول المنطقة.

ولفت إلى أنّ روسيا تعارض توسع رقعة الصراع وخصوصاً في سوريا حيث تتواجد القواعد الروسية لأن ذلك سيشكل تحدياً لها، حسب تعبيره.

واعتبر أونتيكوف تحذير بلاده من توسع نطاق الحرب يندرج في إطار تخفيض مستوى التوتر الذي تعيشه المنطقة، وأنه ليس لروسيا المصلحة في انفجار المنطقة.

وأشار المحلل السياسي إلى أنّ التحذيرات الروسية المتكررة هي محاولة روسية للتذكير بوجودها في المنطقة التي تشهد زيادة في التعزيزات العسكرية من جانب الولايات المتحدة.

وقال الخبير بالشأن الروسي نصر اليوسف إن كل المؤشرات تدل على وجود نوايا حقيقية لدى حلفاء روسيا بي المنطقة بتوسيع الصراع بين إسرائيل وغزة.

وتؤكد التصريحات الروسية بحسب اليوسف على عدم شرعية الوجود الأميركي العسكري في سوريا.

وأضاف أن روسيا تخشى من زيادة الغضب في الشارع الإسلامي وأعمال الشغب في كل دول العالم في حال استمرار الحرب في غزة، على غرار ما جرى في محج قلعة عاصمة جمهورية داغستان المتمتعة بحكم شبه ذاتي ضمن الاتحاد الروسي.

واقتحمت حشود مطار مدينة محج قلعة بعد هبوط طائرة تحمل إسرائيليين وقالت وزارة الداخلية الروسية إن 20 شخصاً أصيبوا في أعمال الشغب من بينهم ضباط شرطة ومدنيون.

ويرى الباحث والمحلل السياسي باسل معراوي أن روسيا تخشى من التورط في الصراع القائم حول غزة بينما هي تريد أن تستفيد من الحرب دون أن تخسر شيئاً.

واعتبر أنّ التحذيرات الروسية تؤشر إلى الخوف من التصعيد وليس إلى ضبط التصعيد خصوصاً أن الأسطول الروسي بات محاصراً في البحر المتوسط والقواعد الروسية في سوريا تحتفظ في الحد الأدنى من قوتها، وهمها الحفاظ على ذلك التواجد وليس المجازفة به.

وحذّر مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا من عواقب وخيمة للضربات الأميركية في سوريا معتبراً أن الضربات يمكن أن تثير تصعيداً مسلحاً في المنطقة بأسره.

وأكدت الخارجية الروسية رفضها توسيع رقعة الصراع تجاه سوريا وغيرها من دول المنطقة وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في اتصال مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد أمس الثلاثاء، إن موسكو تعارض امتداد الصراع إلى سوريا.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن “هناك تهديداً بتوسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط مما يخلف تداعيات مروعة على المنطقة بأكملها”.