ذكرت مصادر دبلوماسية سورية أنّ النظام السوري يربط عودة اللاجئين بتوفير المساعدات الدولية ضمن منهجية لاستثمار هذا الملف عبر تذرعه بعدم توفر بيئة ملائمة لعودة اللاجئين إلى المناطق المدمرة وصعوبة تأمين الخدمات لهم، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.
وظهر موقف النظام السوري جلياً خلال لقاء جمع بين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ونظيره اللبناني عبد الله بوحبيب المكلف من الحكومة اللبنانية بحث ملف النازحين السوريين، ورافق بوحبيب في زيارته الأولى إلى دمشق وفد رسمي ضم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وأمين سر المجلس العسكري في وزارة الدفاع اللبنانية.
وأضافت المصادر أنّ الجانب اللبناني يريد من دمشق تسهيل خطة إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم في سوريا، إلا إن دمشق تتذرع بعدم توفر بيئة ملائمة لعودة اللاجئين إلى المناطق المدمرة وصعوبة تأمين الخدمات اللازمة لهم في ظل التضييق الاقتصادي وتدهور الأوضاع المعيشية في محاولة منها لاستثمار ملف اللاجئين للضغط على الدول العربية التي انفتحت عليها كي تبذل مساعي لدى الإدارة الأميركية من أجل تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية على دمشق، والسماح للشركات الأجنبية والعربية بالمساهمة في عملية إعادة الإعمار.
وأوضحت المصادر أن زيارة الوزير اللبناني تأخرت إذ كان متوقعاً أن تتم في تموز رلماضي بالترافق مع الانفتاح العربي على دمشق، لافتة إلى أن التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة واحتمال توسع الحرب إقليمياً سيرحل ملف اللاجئين إلى قائمة الانتظار وهو ما ستستغله دمشق لتوسيع هوامش المناورات السياسية على الصعيد العربي.
وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً أفاد بأنهما اتفقا على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين وضبط الحدود وتبادل تسليم المحكومين العدليين.
وأشار البيان إلى أن زيارة بوحبيب هدفت إلى التشاور وتنسيق المواقف إزاء التحديات المشتركة التي يواجهها البلدان الشقيقان والتصعيد الحاصل في المنطقة، إضافة لإدانة العدوان الإسرائيلي الممنهج ضد الشعب الفلسطيني.
وتدارس الجانبان الهدف من هذه الزيارة وهو معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان، ووفق البيان المشترك فقد شدد الوزيران على أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين إلى وطنهم الأم وضرورة تحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لمسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف.
وجرى الاتفاق بين الجانبين على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين.
وكان وزيرا الخارجية السوري واللبناني بحثا في اتصال هاتفي في أيلول الماضي ملف اللاجئين وجرى الاتفاق على عقد لقاء بينهما فور عودة الوزير اللبناني من نيويورك، حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وذكر مصدر أمني أردني في 9 تشرين الأول الجاري أنّ النظام السوري لا يتجاوب مع جهود لجنة الاتصال الوزارية العربية الخاصة في سوريا والمتعلّقة بتسهيل عودة اللاجئين من بلدان الجوار تحديداً من الأردن ولبنان، إضافة لاشتراطه قيام الدول العربية بالضغط على الولايات المتحدة ودول غربية لرفع العقوبات عنه.