بحث
بحث
مخيم اليرموك - انترنت

سوء الخدمات في أحياء دمشق الجنوبية يفاقم من معاناة السكان

يفتقر أهالي بعض الأحياء في جنوب العاصمة دمشق لمقومات الحياة كالمواصلات العامة وشبكات الكهرباء والمياه إضافة لانعدام الصرف الصحي ما يعرض حياة الساكنين لأخطار لدغات الحشرات وغيرها، وفقاً لموقع تلفزيون سوريا.

وتطلق أجهزة الأمن والاستخبارات والفرق العسكرية المسيطرة على تلك الأحياء اسم “المناطق المحررة” وهي مخيم اليرموك وشارع دعبول والتضامن وشارع فلسطين وشارع 30 والقدم وبعض الأحياء المجاورة لهذه المناطق.

وذكرت إحدى السيدات من سكان حي التضامن إنها كانت تستأجر منزلا في السابق في منطقة الزاهرة الجديدة قبل أن يرتفع الإيجار من 300 ألف ليرة سورية إلى 800 ألف ليرة خلال 4 شهور فقط، وعادت إلى بيتها المدمر بصورة جزئية بعد أن أصبحت غير قادرة على دفع الإيجار،.

وتنقسم المنازل في تلك الأحياء إلى ثلاثة أقسام، أبنية مدمرة بشكل كامل، وأبنية مدمرة بصورة جزئية قابلة للترميم لكن كلفة ترميمها ليست في استطاعة معظم الأهالي، وأبنية تعرضت للضرر من ناحية البنية ومن ناحية الإكساء وإن سلمت من الدمار الكامل لم تسلم عمليات التعفيش التي لم توفّر البورسلان والبلاط والزجاج والحديد وعصابات “التنحيس” التي سرقت أكبال وتمديدات الكهرباء النحاسية.

وأضافت السيدة أنّ تكلفة العودة إلى منزلها وترميمه بلغت ما يقارب الـ 8 ملايين ليرة سورية اضطرت لاستدانتها من أحد أشقائها المغتربين.

ولا تبدو عودة الأهالي إلى بيوتهم نصراً أو أمراً يفرحون به نظراً لكون جميع البنى التحتية مدمّرة والشوارع تمتلئ بالركام والقمامة فضلاً عن أنها ما تزال مهجورة وهو ما ينعكس سلباً على أمان الأهالي وصحتهم النفسية، لذا فهو خيار أجبروا عليه لغلاء الإيجارات.

وعلى عكس حي التضامن المحرر الذي توفرت الكهرباء في معظم أحيائه وشوارعه، فإن مخيم اليرموك لم تصل إليه التمديدات الكهربائية حتى الآن، بل يعتمد الأهالي الذين عادوا إلى بيوتهم على الطاقة الشمسية أو على الحطب.

ونظراً لكون منظومات الطاقة الشمسية باهظة الثمن يحاول بعض الأهالي تركيب منظومة مكونة من لوح واحد فقط أو لوحين على الأكثر وبذلك يكون خيارهم العودة إلى منازلهم وتحمل كلفة الترميم وكلفة منظومة الطاقة بدلاً من الاستمرار في التنقل من بيت إلى آخر ودفع غلاء الإيجارات الفاحش.

وقال أحد سكان مخيم اليرموك إنّ قرار عائلته بالعودة كان بعد حسابات أجراها والده واضطر بها إلى استدانة مبلغ 20 مليوناً إلى جانب 12 مليوناً كان يدخرها لتركيب منظومة طاقة شمسية خاصة بالمنزل.

وذكر مصدر خاص في محافظة دمشق أن العمل كان قائماً على إزالة الركام وتم تنفيذ 75% منه في العام الماضي في مناطق سوق الثلاثاء والجادة 13-14-15-16، إلى جانب العمل على تنظيف وترميم شبكات الصرف الصحي، أما في العام الحالي لم ينفذ أي عمل مع العلم أنّ عدّة طلبات توجهت للمحافظة والتي علقّت العمل لعدم وجود جرارات وكسارات وآليات عمل، وعدم توفر المازوت لها.

وأضاف أن المشكلات في محافظة دمشق تتعلق بالمناقصات من جهة وبإهمال المحافظ الجديد لدمشق محمد طارق كريشاتي للمنطقة الجنوبية بأكملها وقد تمّ الطلب من المحافظة إزالة الساتر الترابي بين مخيم اليرموك والتضامن منذ قرابة 7 أشهر.

وأصدرت محافظة دمشق مطلع تشرين الأول الجاري، قراراً نشرته على صفحتها الرسمية على فيس بوك بعودة تفعيل خطوط النقل بداية الخط ونهايته التي شملت مناطق: مخيم اليرموك والتضامن وشارع فلسطين، مع أن الأهالي كانوا قبل هذا القرار يضطرون إلى المشي من بيوتهم حتى أقرب منطقة تصل إليها الحافلة خارج مناطقهم،

وتحولت تلك الأحياء ولا سيما في المناطق التي يتراكم فيها الرّدم على هيئة تلال إلى حاضنة مناسبة للكلاب والجرذان ولا سيما بعد انتشار مدافن عشوائية داخل هذه المناطق، فالقتلى الذين تخلصت منهم ميليشيات النظام دُفنوا في الحدائق وفي حُفر كبيرة رُدمَت لاحقاً بركام الأبنية والنفايات.

ويشتكي المواطنون في هذه المناطق من الروائح، ولا سيّما روائح الجثث “التي لا تخبئ نفسها” بحسب وصف بعض السكان، إلى جانب روائح الصرف الصحي المتعطّل وروائح النفايات المتجمعة على هيئة تلال وهو ما يتيح انتشار الأمراض والأوبئة ولا سيما بين الأطفال الذين يلعبون في الشارع خلال النهار.

وتسبب الكلاب والجرذان رعباء للمارة والسكان لهم ولا سيّما للذين لديهم أطفال إذ يضطرون  للنزول مع أبنائهم صباحاً لتوصيلهم إلى المدرسة خوفاً من الكلاب التي تبدأ جولاتها بحثاً عن الطعام بدءاً من ساعات المساء وحتى ساعات الصباح الباكر وعادةً ما تتجمع بالعشرات عند مكبّات النفايات في المناطق المذكورة.

وتنتشر حواجز لفرع المنطقة في الأحياء الجنوبية كما تنتشر أيضاً عناصر ميليشيا الدفاع الوطني سابقاً وغيرها من الميليشيات، والذين يمنعون التصوير ويطالبون الأهالي بإبراز الموافقات الأمنية على عودتهم للمنازل.