انتشرت ظاهرة القوارض والزواحف في دمشق وريفها خلال الأشهرة الأخيرة، بشكل غير مسبوق، حتى أنها أصبحت تهدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وأكدت مصادر محلية في دمشق أن مسألة انتشار القوارض، لا سيما الجرذان، ليست جديدة لكنها استفحلت في الفترات الأخيرة لتراجع الخدمات وإجراءات النظافة العامة والسلامة الصحية التي من المفترض أن تقوم بها البلديات في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد المطاعم بالأحياء السكنية ويتزايد تراكم القمامة في الشوارع لأيام عدة قبل جمعها، تحديداً في الأحياء الشعبية والمناطق المكتظة.
وروت سيدة من بلدة في ريف دمشق الغربي أنها لاحظت وجيرانها تزايد نشاط الجرذان في البناء الذي تسكنه، فشكّوا في أن يكون المصدر مطعم الفلافل الذي يحتل الطابق الأرضي من البناء، وبعد التفتيش والمراقبة لم يعثروا سوى على بضعة جرذان تم القضاء عليها، كما تم نصب أفخاخ وسموم لكن الجرذان ازداد نشاطها في البناء.
وأضافت السيدة أنّ سكان البناية توصلوا إلى احتمال أنّ الجرذان تستعمر الشقة المغلقة في الطابق الرابع التي هجرها أصحابها منذ بداية الحرب، وتمت الاستعانة بالمختار والشرطة لاقتحام الشقة، وكانت المفاجأة وجود مستعمرة للجرذان فيها، الأمر الذي أثار الذعر في البلدة من احتمال وجود مستعمرات أخرى في عشرات الشقق المهجورة.
وترافقت ظاهرة انتشار الوحوش البرية والأفاعي تتكرر بدورها مع الجرذان التي تنتشر بشكل كثيف حالياً في مناطق سكنية تضررت بفعل الحرب.
وقالت صحيفة الوطن إنّ حالات لدغ من من الأفاعي السامة وقعت في عدة محافظات سورية، وتسببت بمقتل شاب واحد على الأقل، وسط مخاوف الأهالي من تكرار هذه الحادثة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ما ينذر بانتشار سريع وكثير للأفاعي.
ونقلت الصحيفة عن مدير التنوع الحيوي بوزارة الإدارة المحلية والبيئة “بلال الحايك” قوله إنّ الأفاعي والزواحف ظهرت بصورة عشوائية وبأعداد أكثر من الطبيعي في مناطق التعرض للزلزال في محافظات حماة واللاذقية وحلب وإدلب.
وأضاف الحايك أنه بالإضافة إلى ميزة الإحساس المبكر بالزلزال التي تتمتع بها هذا الحيوانات، فإن الزلزال يؤثر على جحور الأفاعي التي تعد مسكناً لها وتتأثر بحركة طبقة قشرة الأرض مؤدية إلى تحطيم هذه الجحور وتخريب مساراتها، ما تسبب بخروج وظهور كامل الأعداد للزواحف الموجودة في المنطقة المتأثرة بالزلازل.
وطمأن الحايك الأهالي بأن هذه الظاهرة ستتراجع بشكل طبيعي ريثما تجد الأفاعي والكائنات الأخرى مكاناً ملائماً جديداً تتخذه مسكناً لها، مؤكداً أنّ هذا هو السلوك الطبيعي للكائنات الحية أثناء تعرض مناطقها للزلازل.
ويقول ناشطون بيئيون إن نحو 38 نوعاً من الأفاعي تم توثيقها منتشرة في سوريا، منها 6 أنواع سامة جداً ونحو 28 غير سامة، إلا أن غالبية المواطنين لا تميز بين تلك الأنواع، إذ ينتشر الرعب بمجرد رؤية الأفعى في منطقة سكنية.