قالت أوساط إسرائيلية إنه منذ شهر كامل لم تشن المقاتلات الحربية هجمات على سوريا مرجعة ذلك لعدة أسباب منها انخفاض التهريب الإيراني عبر سوريا، ومسألة ترسيم الحدود البحرية مع لبنان والتأثيرات على الانتخابات المقبلة في إسرائيل.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن يوسي يهوشاع الخبير العسكري الإسرائيلي، بأنه لم يطرأ تغيير على السلوك الإسرائيلي في سوريا، ولم تتم ممارسة أي ضغط روسي لوقف الهجمات، بل إن آلية التنسيق مع الروس في سوريا تعمل كما ينبغي، ولكن بشكل غير رسمي يمكن تسمية عدة أسباب محتملة للهدوء النسبي، أولها حصول انخفاض كبير في التهريب الإيراني عبر سوريا بعد سلسلة اعتداءات اسرائيلية على المطارات، وثانيها التوترات مع حزب الله في لبنان بخصوص حفارة الغاز، وثالثها تأثير الانتخابات المقبلة في إسرائيل”.
وأضاف أن “التجارب السابقة أظهرت أن الانتخابات الإسرائيلية لا تتعارض مع النشاطات العدوانية، لكن ذات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أكدوا أنه في حال حصول نقل كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية عبر سوريا، فإن الجيش الإسرائيلي لن يتردد باستئناف هجماته”.
وذكر المسؤول الإسرائيلي، أن عن استراتيجية الضربات ووصفها بالناجحة و أكد أن الأشهر التسعة الأولى من 2022 شهدت قفزة نوعية في عددها ونوعيتها، وذلك بعد أن تم تنفيذ عشرات العمليات السابقة ضد أهدف إيرانية بحسب المسؤول في 2019، وازداد عددها في 2020، وفي 2021.
الخشية من التحذيرات الروسية
وتسألت الصحيفة، بما أن السؤال المطروح في مثل هذه الحالة: طالما أن الجيش الإسرائيلي يسجل ما يقول إنها “نجاحات” في استهداف التواجد الإيراني في سوريا، فلماذا أوقف غاراته طيلة شهر كامل، بالتزامن مع توتر تشهده العلاقات الإسرائيلية الروسية على خلفية الحرب الأوكرانية، وقد تكون موسكو حذرت تل أبيب من أن استمرار استهدافها لدمشق قد يستجلب ردا قويا منها، ما حدا بالإسرائيليين إلى تجميد عملياتهم، على الأقل مؤقتاً، إلى حين اتضاح مآلات العلاقات مع الكرملين.
وكشفت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها، أن الحرب في أوكرانيا فاقمت الخلافات الروسية الإسرائيلية في سوريا بعد التصعيد الكلامي بين موسكو وتل أبيب مع بروز دعوات في إسرائيل إلى تعزيز تسليح أوكرانيا في مواجهة انخراط السلاح الإيراني في الحرب وتقارير عن استعداد طهران لتزويد موسكو بقدرات صاروخية متعددة الأغراض.
وشنّت طائرات إسرائيلية أخر غارة جوية بتاريخ 17 أيلول الماضي استهدفت عدة نقاط في محيط مدينة دمشق مختلفة انفجارات عنيفةو اعترف النظام السوري بمقتل خمسة عسكريين من مرتبات الدفاع الجوي.
