تشهد معاهد تعليم اللغة الألمانية في مدينة دمشق، إقبالاً شديداً في الآونة الأخيرة، مع ازدياد حالات الهجرة من مناطق النظام السوري، هرباً من التجنيد الإجباري من جهة، وبحثاً عن ملاذ آمن وبيئة اقتصادية تؤمن حياة الخريجين الجُدد من طلبة الجامعات، مع تدهور الوضع الاقتصادي المستمر في سوريا، وانعدام فرص العمل.
وقال مدير أحد المعاهد في حديث لـ صوت العاصمة: إن المعاهد المختصة بتعليم اللغة الألمانية في دمشق، نفذت الشواغر فيها حتى بداية العام القادم، فضلاً عن اتجاه الكثير من الشباب للدروس الخصوصية الأمر الذي تسبب في أزمة واضحة وطلب كبير على مُعلمي اللغة.
وأشار المصدر إلى أن أعداد الراغبين بتعلم اللغة، والمسجلين في تلك الدورات فاق 700 شخص، معظمهم من طلاب الطب والتمريض والصيدلية وطب الأسنان، مع وجود نسبة ممن ينتظرون معاملات لم الشمل، للالتقاء بعوائلهم في ألمانيا.
وأكد المصدر أن معظم الطلاب الذين يقصدون المعاهد بقي لهم سنة أو سنتين للتخرج، يفكرّون ملياً بالسفر بشكل شرعي والبحث عن فرصة عمل في ألمانيا، خاصة ممن هم في السلك الطبّي، دون الحاجة لمشقة الهجرة غير الشرعية، مع ارتفاع خطورتها وتكاليفها.
وقال أحد الشبّان الذين يتلقون دروساً في اللغة الألمانية وينوي السفر في العام القادم، أن مواعيد السفارة الألمانية في بيروت وأربيل والقاهرة، وصلت إلى حزيران 2023، نتيجة الطلب الكبير على الهجرة إلى المانيا، وازدياد معاملات لم الشمل، لمن غادر سوريا بشكل غير شرعي خلال العامين الأخيرين.
ووفقاً للشاب، فإن هجرة العاملين، او طلاب السلك الطبّي، تتطلب شهادة جامعية، ودورة لغة ألمانية، ومبلغ ائتمان بنكي يصل إلى 15 ألف يورو، وهو رقم قريب من المبلغ الذي يكلف الراغب بهجرة غير شرعية.
وأصدر مكتب الإحصاء الفيدرالي للسكان الأجانب في ألمانيا، إحصائية جديدة في نيسان 2022، عن اللاجئين السوريين، مشيراً إلى العدد الإجمالي بلغ 876585 لاجئاً سورياً، مؤكداً أن عددهم زاد نحو 50 ألفاً بين عامي 2020 و 2021.
وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري موجة هجرة جديدة، إلى مصر وأربيل والإمارات بشكل نظامي، فضلاً عن هجرة مئات الشبّان شهرياً إلى اوربا عبر تركيا ولبنان وليبيا.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير