وبحسب التحقيق الذي أعدته الوكالة بالتعاون مع “رابطة معتقلي سجن صيدنايا” فإنّ السجن يخلو من برادات لحفظ جثث المعتقلين الذين يسقطون بشكل شبه يومي فيه جراء التعذيب أو ظروف الاعتقال السيئة، مما دفع بإدارة السجن لاستخدام الملح في تأخير عملية تحلل الجثث وحفظها لفترات زمنية قبل تجميعها ونقلها إلى مقابر جماعية مجهولة.
وساهم شهود عيان ممن اعتقلوا في وقت سابق في سجن صيدنايا بالكشف عن غرفتين للملح على الأقل، الأولى تحث عنها “عبدو” وهو اسم مستعار لأحد الناجين من صيدنايا، وهي غرفة مستطيلة وطولها سبعة أو ثمانية أمتار وعرضها ستة أمتار، وأحد جدرانها من الحديد الأسود يتوسطه باب حديدي، وتقع الغرفة في الطابق الأول من المبنى المعروف بالأحمر.
والغرفة الثانية كشف عنها ناجيٍ آخر عرف نفسه باسم “معتصم”، وهي غرفة بطول خمسة أمتار وبعرض أربعة أمتار وتقع في الطابق الأول أيضاً من ذات الجناح.
بدوره أكدّ رئيس رابطة معتقلي صيدنايا “دياب سرية” أنّ الغرف استخدمت لتجميع جثث الأشخاص الذين قضوا تحت التعذيب أو توفوا جراء الأمراض أو عمليات التجويع، وتبقى الجثث في غرف الملح لمدة تتراوح من يومين وحتى خمسة أيام، قبل أن يتم إخراجها من السجن إلى المشفى العسكري لتوثيق الوفاة ومنها إلى مقابر جماعية.
وقال البروفيسور في علم التشريح في جامعة بوينت لوما في كاليفورنيا “جوي بلطا” للوكالة الفرنسية إنّ الملح يتيح حفظ فترات أطول للجثث لعدم تحللها، كون الملح لديه القدرة على تجفيف أي نسيج حي عبر امتصاص المياه ما يقلّل من تكاثر الميكروبات.
ويعتبر سجن صيدنايا واحداً من أبرز السجون والمعتقلات التي يستخدمها نظام الأسد في تغييب المعارضين وتعذيبهم وارتكاب مجازر جماعية بحق الآلاف من السوريين داخل السجن بحسب تقارير سابقة لمنظمة العفو الدولية، كان أشهرها تقرير المنظمة الذي حمل اسم “المسلخ البشري” في عام 2017 والذي كشفت فيه عن إعدام نظام الأسد لـ11 ألف سجين في صيدنايا في الفترة الممتدة من العام 2011 وحتى العام 2015.