بحث
بحث
انترنت

هل تشتعل الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” بسبب الحفر في منطقة بحرية؟

تسود الحدود اللبنانية الإسرائيلية حالة من الهدوء الحذر بالتوازي مع تهديد أمين عام حزب الله حسن نصر الله لإسرائيل، بغية الامتناع عن الحفر في حقل “كاريش”.

حقل كاريش هو منطقة بحرية متنازع عليها، ويعتبر لبنان أن له حصة فيها، علماً أن حزب الله، على وجه الخصوص، يحاول منع إسرائيل من الحفر، طالما أنه لم يتم الوصول إلى اتفاق مع لبنان.

ويعيش لبنان انقساماً داخلياً ما بين الخطّين، 23 و29، وفي هذا السياق قال رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن بسام ياسين: “كل ما يدور من طروحات حول ترسيم الحدود هو لصالح اسرائيل”. 

وأكد ياسين أن “الخط 23 هو صناعة اسرائيلية تبناها لبنان، في حين أن الخط 29 هو قانوني، ويجب الانطلاق منه للتفاوض”.

وفي ظل الرفض اللبناني الكامل للتنازل عن الخط 29، شدد نصر الله سابقا على ضرورة أن يطالب لبنان بأكبر مساحة ممكن تحصيلها، وهو موقف فُهم منه بأنه تأييد للخط 29، الأمر الذي أيده اللواء عباس ابراهيم فور عودته من واشنطن، حيث أشار إلى “أن المساحة المائية ضمن الخط 29 تعتبر متنازعاً عليها”.

ويرى مراقبون بأنه ما من مؤشرات حتى الآن حول قرب التوصل إلى حلّ لعملية الترسيم، ومن المتوقع أن تتأجل مفاوضات الترسيم إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي هذا السياق، تلتقي مواقف حزب الله، بمنع الإسرائيليين من التنقيب في مناطق يعتبرها لبنان متنازع عليها، مع مواقف التيار الوطني الحرّ، لا سيما أن جبران باسيل رفع معادلة قانا مقابل كاريش، ولا تنقيب في كاريش قبل التنقيب في قانا.

وهدد نصرالله سابقاً الباخرة الأميركية التي ستبدأ في عمليات الحفر، في منطقة يعتبرها لبنان متنازعاً عليها، في حين طالب العميد ياسين، في حديث لـ “جريدة “المدن” بضرورة استخدام عناصر القوة لمنع تلك الباخرة من التنقيب.

ومن المفترض أن تصل تلك الباخرة خلال أيام إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، وتحديداً على مشارف حدود المنطقة اللبنانية الخالصة، بعد أن عبرت قناة السويس.

وكان حزب الله قد حذر أميركا وإسرائيل بأنه في حال كان هناك إصرار على البدء بعمليات الحفر من دون الوصول إلى تسوية أو حلّ مع لبنان، فهذا قد يدفعه إلى تصعيد موقفه مؤكداً بأن مستوى الاستنفار لديه يبلغ أقصاه.

 ولم يخفِ مراقبون تخوفهم من احتمال حصول سيناريوهات أمنية أو عسكرية، سواء بإرسال طائرة مسيرة لتصوير الباخرة أولاً كرسالة أمنية واضحة، أو من خلال استهدافها أيضاً، إما بطائرة مسيرة أو بصاروخ.

وتشير معلومات المدن إلى أن البلاد مقبلة على المزيد من التطورات السلبية، في ظل انشغال العالم بملفات أخرى، بالتوازي مع وجود مساع دولية أميركية وفرنسية، من خلال اتصالات متعددة، للجم التصعيد وسحب فتيل التوتر.