كشف تقرير إخباري، عن وقوف رأس النظام السوري “بشار الأسد” أمام اختيار مصيري بين المحور السني المدعوم أميركياً، أو المحور الشيعي الإيراني.
ونقل موقع “إيلاف” عن مسؤول “كبير” قوله إن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، لم تعد هي ذاتها كما كانت قبل العام 2011، موضحاً أن المناطق التابعة للأسد في سوريا اليوم تضم المناطق العلوية في الشمال والغرب، وحمص وحماه والشام والجنوب السوري، بينما فقد الأسد السيطرة على الأجزاء الأخرى التي لن تعود الى سيطرته في المستقبل.
وأضاف المصدر أن الأسد لن يستطيع السيطرة على أكثر من ذلك، ففي سوريا التابعة للأسد هناك ثلث سني وثلث علوي وثلت من الآخرين بينهم 10% من الشيعة، ما يعني أن سوريا الأسد فيها أكثرية علوية شيعية.
ورأى المسؤول أن الوضع الاقتصادي المذري، والحاجة لدى السوريين قد تدفع بهم للعودة الى الثورة الأمر الذي يخشاه الأسد، خاصة وأنه لا يستطيع تأمين العيش الكريم للمواطنين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرته، ولا يستطيع التخلص من السيطرة الروسية والإيرانية في بلاده.
وكشف المسؤول عن رغبة الأسد في العودة للمحور السني، لافتاً في الوقت عينه أنه يبقى خائفاً من إيران وميليشياتها التي تعمل داخل بلاده، وأشار إلى أن هناك في الجنوب السوري الآن قرى شيعية بالكامل، وهذا واقع مستجد لم يكن موجوداً قبل العام 2011، وقد بني عدد كبير من الحسينيات مؤخرا في الجنوب السوري ومناطق أخرى، حتى صار جنوب دمشق شيعياً بامتياز، وتقطنه أكثرية شيعية أقامت الحسينيات، والمزارات، والعيادات، والمرافق الأخرى التي تخدم الشيعة وتطور بيئة حاضنة لهم.
واتهم المسؤول الأكثرية الشيعية بالاستيلاء على أراض وعقارات شامية، والعمل رويداً رويداً على تحويل الشام الى مدينة شيعية.
وبرز دور دروز في سوريا اليوم، حيث بدأوا يعارضون النظام منذ عام 2018، وهرب الشبان الدروز من الخدمة، وكثرت المجموعات المسلحة لحماية القرى والبلدات الدرزية من الشيعة والإيرانيين، ومحاربة المخدرات، والدعارة، وعمليات الخطف، كما أصبح الدروز في حوران محل قلق للنظام الذي لم يستطع حتى الان استمالتهم بالكامل كما كان منذ اندلاع الثورة.
من جهة أخرى، يواجه الأسد تحديات محلية وخارجية في ظل التغلغل الإيراني والشيعي في بلاده، والذي لا يخدم مصلحته، مما يبقيه متأرجحا بين إيران وروسيا من جهة، وبين المحور السني المعتدل الذي قد يشكل طوق نجاة له ولنظامه من جهة أخرى، ناهيك عن سعي إسرائيل لإعادة احياء اتفاق وقف إطلاق النار مع الجيش السوري الذي أبرم عام 1974.
وتطالب إسرائيل ان تظل القنيطرة او الجولان السوري مناطق منزوعة السلاح، وعدم إقامة أي مواقع عسكرية سورية هناك.
وأشار المسؤول إلى حصول عمليات إسرائيلية أرضية في الأشهر الماضية الأخيرة، حيث دخلت قوات إسرائيلية الى الأراضي السورية، وطردت الجنود السوريين من بعض المواقع، وقاموا بتفجيرها وبعثوا رسائل للجيش السوري بضرورة العودة لاتفاق 1974، مهددة باستمرار إسرائيل بتدمير المواقع غير المتفق عليها في حال عدم امتثال الجيش السوري لأوامرها.
وتشير معلومات “إيلاف” بأن حزب الله يسعى مؤخرا إلى توسيع نفوذه داخل الجيش السوري النظامي، والذي يحاول بدوره العودة الى نظام الجيش الرسمي، بحيث يبعث حزب الله مستشارين يعينهم في الوحدات المختلفة، ومن ثم يجندهم للانضواء تحت راية الجيش السوري، إلا أنهم يقيمون بمراكز خاصة بهم، ويأتمرون بأوامر قيادات الحزب وفيلق القدس الإيراني.