صوت العاصمة – خاص
لم يَعد موضوع الخيمة الرمضانية، والطقوس التي تحويها، من إنشاد ووجود للفرق الميلوية، محط اهتمام بالزبائن الحاليين لمطاعم مدينة دمشق، خاصة مع ظهور فئة جديدة من رواد المطاعم الراقية تجد من رمضان فرصة للاجتماع على المائدة والتسلية، غير مهتمة بالطقوس الرمضانية التي اعتاد عليها السوريون منذ مئات السنين.
فألغت معظم المطاعم خلال السنتين الماضيتين مبدأ الخيمة الرمضانية والنشاطات الدينية التي تلي فترة الإفطار بعد تراجع الراغبين فيها، حتى باتت ظاهرة شبه معدومة في مطاعم العاصمة.
ورغم ارتفاع أسعار الوجبات الرمضانية في معظم أحياء دمشق، يحتاج الراغب بتناول إفطاره خارج المنزل إلى حجز مسبق ولا يمكنه الوصول قبيل الإفطار وطلب طعامه مُباشرة، ومن الممكن أن يُقال لك أن جميع الطاولات محجوزة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام خلال الأسبوع في كثير من مطاعم الربوة والمزة وكفرسوسة.
وفي جولة لمراسلينا على بعض مطاعم العاصمة دمشق، ارتفعت أسعار وجبة الإفطار للشخص الواحد إلى 4000 ليرة سورية في المطاعم التي تندرج تحت فئة الدرجة المتوسطة في بعض أحياء دمشق والمولات كالشام سنتر وماسا بلازا وتاون سنتر.
أما في مطاعم أبو رمانة والمالكي فالوجبات الرمضانية تبدأ من 5500 ليرة سورية وتصل حتى 7500 بحسب نوع الطعام المُقدم، إلا أن بعض المطاعم في تلك المناطق خفضت من أسعارها لتجلب عدد أكبر من الزبائن مع تقليل هامش الربح، لكنها لا تتعدا ثلاث أو أربعة مطاعم في عموم دمشق، والتي خفضّت سعر وجبة الافطار إلى 3500 ليرة للشخص الواحد تقريباً.
ووصلت أسعار وجبة الإفطار في فنادق الشيراتون والداما روز إلى أكثر من 10 آلاف ليرة سورية، مع إضافة فقرات غنائية طربية لفترة السهرة قبل السحور.
واتبعت بعض المطاعم أسلوب الكرت المفتوح، أو كما يُعرف بـ “البوفيه المفتوح” والحجز والدفع المُسبقين، وتتضمن الوجبة الرئيسية مع العصائر والمقبلات والحلويات بأسعار تتراوح بين 5000 إلى 7000 ليرة سورية.
مطاعم دمشق القديمة التي عُرفت بازدحامها خلال سنوات ما قبل الثورة لم تعد مُستهدفة من شريحة واسعة من الناس، فمطاعم المزة وأبو رمانة ومشروع دمر باتت أفضل وأكثر ارتياداً خلال السنتين الأخيرتين.
ويقتصر الإفطار في المطاعم على أصحاب الدخل الكبير، من التجار وأصحاب المهن التي تُدر أموالاً كثيرة، فأصحاب الدخل المحدود من موظفين وعاملين في القطاع الخاص، لا يكاد راتبهم يكفي لإفطار يوم واحد في أحد مطاعم دمشق، فالأسرة المكونة من خمسة أشخاص تحتاج وسيطاً إلى مبلغ 20 الف ليرة لتتمكن من الإفطار خارج المنزل.