رجحت تقديرات إسرائيلية، دخول المناوشات والحرب السرية الجارية بين “إسرائيل” وإيران مرحلة جديدة من التصعيد، كاشفة أن هناك حربا إسرائيلية من خلف الكواليس تجري لمواجهة مشروع المُسيرات الإيراني.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية في تقرير أعده تل ليف-رام: “في الفترة الأخيرة من الواضح أن المعركة الجارية بسرية في السنوات الأخيرة بين إسرائيل وإيران ترتفع درجة، ووتيرة الأحداث آخذة في التصاعد، وفي كل أسبوع يتحقق ارتفاع درجة”، وفقاً لما ترجمه موقع “عربي 21“.
الطوق الأقرب
وذكرت أنه بعد “تصفية” ضابطين من الحرس الثوري الإيراني في سوريا في هجوم منسوب لـ”إسرائيل” قبل أيام، تصاعد التوتر، وشنت طهران هجوما بالصواريخ في “أربيل”، والتي بحسب الإعلام الإيراني استهدفت قاعدة إسرائيلية، لكن “إسرائيل أبقت على غموض عال”.
ونوهت أن هناك “الكثير من التفاصيل غير معروفة، وليس كل شيء يمكن قوله، ولكن يمكن القول إنه في الجانب العملياتي والاستخباري، في جهاز الأمن بعيدون عن الاستخفاف بالقدرات الإيرانية”، موضحة أن “التحليلات التي تقول إن هجمة الصواريخ في العراق هي انتقام إيراني على تصفية عناصر قوة القدس في دمشق الأسبوع الماضي، بعيدة عن أن تروي القصة الكاملة”.
وأكدت الصحيفة، أن “الحساب الإيراني المفتوح تجاه إسرائيل أوسع بكثير، والأحداث هذا الأسبوع تشكل استمرارا لمعركة تجري في السنوات الأخيرة بين إسرائيل وإيران على الأرضي العراقية وليس فقط في سوريا، وهذا بالتوازي مع الجهود الهائلة التي تبذلها طهران في مجال المسيرات الهجومية والاستخبارية، إلى جانب الصواريخ الدقيقة التي تطورها، انطلاقا من رغبتها في تزويد شركائها في الشرق الأوسط بهذه الوسائل القتالية”.
وأضافت: “القدرات الإيرانية المتطورة تعيشها إسرائيل بشكل أليم، ولكن في إسرائيل يشخصون ما تحاول إيران عمله، بما في ذلك تصدير الوسائل القتالية للطوق الأقرب لها، جماعة الحوثي في اليمن، المليشيات في العراق وسوريا وبالطبع لحزب الله في لبنان، ومساعدة حماس في غزة”.
ولفتت إلى أن “إسرائيل تدير من خلف الكواليس معركة حقيقية في مواجهة مشروع المُسيرات الإيراني؛ بعضها يتركز على إحباط محاولات المس بإسرائيل وبعضها خفي، ولكن يبدو أن الجهد الكبير للمس بقدرات إيران في هذا المجال، تتركز في سوريا والعراق، ولكن بعضها حسب تقارير أجنبية، ينفذ داخل إيران”.
التصعيد يزداد
وأشارت إلى أن الخبير عاموس هرئيل من “هآرتس”، ذكر هذا الأسبوع أنه “في الهجوم المنسوب لإسرائيل في إيران، دمرت مئات المسيرات الإيرانية من أنواع وأحجام مختلفة”، إضافة لما ذكرته قناة “الميادين” في هذا الإطار وأحداث سابقة، كل ذلك بحسب “معاريف”، “يرسم لوحة التفاصيل وصورة مواجهة مباشرة آخذة في التعاظم بين إسرائيل وإيران، إضافة لأطراف مختلفة في القصة آخذة في الاتضاح”.
وتابعت: “هجوم هام في إيران نفذ في منتصف شباط/فبراير الماضي، ولاحقا جاءت محاولات إيرانية للرد، وذكر الجيش الإسرائيلي أنه أسقط مُسيرتين إيرانيتين في طريقهما لإسرائيل الأسبوع الماضي، ولاحقا ضرب في سوريا هدفا استراتيجيا إيرانيا، مع تصفية مهندسين إيرانيين، وبعد ذلك هاجمت إيران بالصواريخ هدفا أمريكيا في عملية ليست رمزية بل ذات معنى عملياتي”.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن “الرد الإيراني في أربيل، ليس ردا على العملية المنسوبة لسلاح الجو في سوريا، وهذا بات حسابا آخر، وعليه التأهب العالي في الشمال سيبقى في الفترة القريبة القادمة حين تكون الفرضية الأساس لجهاز الأمن هي أن إيران تسعى إلى الانتقام على هذا الحدث”.
ونبهت إلى أن “الهجوم المنسوب لإسرائيل في منطقة دمشق قبل نحو أسبوعين، كان شاذا وهاما ويمكن الآن الكشف عن بعض تفاصيله الجديدة، بالنسبة لهوية القتلى، في إيران جرى الحديث عن ضابطين كبيرين في الحرس الثوري، لكن في إسرائيل، يعتقدون أنهم من قوة القدس، وفضلا عن كونهما ضابطين هما مهندسان، والهدف نفسه الذي تعرض للهجوم، يعرف كاستراتيجي وأغلب الظن يرتبط بمشروع دقة الصواريخ”.
وبينت الصحيفة، أن “إيران استخدمت سوريا لتطوير منظومات مختلفة، لأن الطريق قصير لنشوئها في العراق ولبنان، وإسرائيل ترى في هذه الوسائل القتالية خطا أحمر محظور اجتيازه”، منوهة أن “هدف الهجوم في سوريا، كان البنية التحتية نفسها، وفي جهاز الأمن لم يأسفوا على قتل الضابطين”.
وأكدت أن “المناوشات بين تل أبيب وطهران، لا تنقطع عن السياق العالمي، وعندما تتناوش القوى العظمى فيما بينها، تجري مواجهات بين قوى أصغر، ومن هنا، التوتر في الساحة الشمالية سيرافقنا لزمن طويل، واحتمالات التصعيد تزداد كلما مر الوقت، ويتواصل الصدام العسكري حيث يكون معظمه من خلف الكواليس وفي غموض شديد”.