صوت العاصمة – خاص
بدأ النظام السوري مُمثلاً بالجهات الأمنية ووزارة المصالحة، ولجان المُصالحة المحلية في بلدات الجنوب الدمشقي بالتجهيز للبدء بعمليات التسوية والمُصالحات بعد الانتهاء من ملف الجنوب الدمشقي وإخراج فصائل المُعارضة وتنظيم داعش من المنطقة.
وتتمثل التحضيرات بافتتاح ست مراكز تسوية لكل بلدة، وفق ما أفاد مصدر خاص لـ “صوت العاصمة” لإجراء عملية فرز سريعة للسكان، وضمان تسجيل كافة المتواجدين في البلدات بشكل دقيق.
وتتوزع المراكز على عدة فئات حيث سيكون المكتب الأول للمنشقين العسكريين عن جيش النظام الذين رفضوا الخروج باتجاه الشمال السوري، والمكتب الثاني للمدنيين المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وتعتبر هذه الفئة هي الأكبر في المنطقة، حيث بقي آلاف الشبان من المدنيين المطلوبين للخدمة الإلزامية في المنطقة تحت مسمى المُصالحة الوطنية وبتحريض من شيوخ المصالحة والجانب الروسي على عدم الخروج مع تقديم ضمانات لهم.
أما المكتب الثالث فيخص الموظفين الحكوميين المنقطعين عن دوامهم منذ اندلاع الثورة بسبب مشاكل أمنية مع فروع المخابرات، والمكتب الرابع الذي سيتم افتتاحه سيكون للطلاب المنقطعين عن الدوام المدرسي والجامعي، ومكتب خامس لمن فقد أوراقه الرسمية من دفتر خدمة العلم والهوية الشخصية، ولمن تزوج ضمن المنطقة أثناء سيطرة المُعارضة المُسلحة عليها ولم يثبت زواجه في المحاكم الرسمية السورية، أما المكتب السادس فهو لكل من لديه مشكلة مع النظام السوري لم تشمله المكاتب الخمسة السابقة، وبالتالي من المفترض أن تحوي بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم 18 مركز للتسويات والمُصالحات.
شيوخ ووجهاء في البلدات الثلاث أخبروا المدنيين من خلال خُطب الجمعة عن قرب البدء بعمليات كف البحث عن المنشقين والمتخلفين عن خدمو الجيش، وإصدار البطاقات الشخصية لمن فقدها، وكف البحث عن المطلوبين أمنياً ليُسمح لهم بالدخول إلى دمشق والعودة إلى حياتهم الطبيعية، فضلاً عن إتمام أوراق المنقطعين الدراسة وتسريع عودة الموظفين إلى دوائرهم.
وحث خطباء المساجد في المنطقة إلى المُسارعة بالذهاب إلى مراكز التسوية وإجراء كف البحث تجنباً لاعتقالات عشوائية قد تكون بسبب تشابه أسماء، كما طالب شيوخ المُصالحة المدنيين الذين لم يكن لهم علاقة بأي نشاط مُعارض سلمي كان أم مُسلّح، بالذهاب نحو مراكز التسوية والتحقق من نظافة “الفيش الأمني” الخاص بهم.
وأكد وجهاء المُصالحة عن نيتهم فتح ملف المعتقلين والمفقودين من أبناء البلدات الثلاث وأبناء مخيم اليرموك والحجر الأسود، والمطالبة بمعرفة مصير آلاف الأشخاص المعتقلين منذ سنوات، فضلاً عن الكشف عن مصير المخطوفين لدى الميليشيات الشيعية في السيدة زينب.
ومن المتوقع، بحسب مصادر صوت العاصمة، أن يتم تسليم حدود المدينة للعسكريين المتواجدين داخل البلدات الثلاث، المنشقين عن جيش النظام بعد إتمام التسويات الخاصة بهم تحت مسمى اللجان الشعبية، وذلك بعد الانتهاء من عمليات المسح والتفتيش للمقرات العسكرية والنقاط كافة والتي انسحبت منها فصائل المُعارضة نحو شمال سوريا.
وكانت ميليشيات النظام قد فرضت سيطرتها على مدن وبلدات الجنوب الدمشقي مطلع أيار الجاري، بعد اتفاق على خروج فصائل المُعارضة والرافضين لـ “التسوية والمُصالحة” نحو جرابلس وادلب، جرى خلالها إخلاء آلاف المدنيين والعسكريين على ست دفعات.