نشر موقع “ياهو” الإخباري، تفاصيلاً جديدة عن خطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، مطلع العام الماضي بعد وصوله بغداد قادماً من دمشق.
ولفت الموقع في تقريره أمس السبت 8 أيار، إلى أنّ التفاصيل السرية للعملية استندت إلى مقابلات مع 15 مسؤولاً أمريكياً حالياً وسابقاً.
وذكر الموقع أنّ 3 فرق من مشغّلي قوة “دلتا” وهي إحدى وحدات القوات الخاصة الأمريكية، اطّلعت على مواقع سرّية في مطار بغداد الدولي في انتظار سليماني.
وتنكّر عناصر “دلتا” بزي عمال صيانة، واختبأوا في مواقعهم في المباني القديمة أو المركبات على جانب الطريق.
وتمّ إبلاغ الحكومة العراقية بإغلاق الجانب الجنوبي الشرقي من المطار لإجراء تدريبات عسكرية ليلة تنفيذ العملية، والتي كانت باردة والسماء ملبدة بالغيوم.
وتمركزت فرق القناصة الثلاث على بعد 600 ـ 900 ياردة من منطقة الاستهداف، وتم تفعيل البث المباشر من الموقع إلى السفارة الأمريكية في بغداد حيث يتمركز قائد قوة دلتا الأرضية مع طاقم الدعم.
وبحسب الموقع فإنّ عضوا في مجموعة مكافحة الإرهاب (CTG) وهي وحدة كردية نخبوية في شمال العراق لها صلات عميقة بالعمليات الخاصة الأمريكية ساعدهم في العملية.
ساعة الصفر
ووفقا للموقع فإنّ الطائرة وصلت من دمشق إلى مطار بغداد بعد منتصف ليل 3 يناير 2020، متأخرة عدة ساعات عن الموعد المحدد.
في الغضون، حلّقت 3 طائرات أمريكية بدون طيار في سماء المنطقة أثناء تحرك طائرة سليماني بعيدا عن المدرج باتجاه الجزء المغلق من المطار.
ووجّه أحد العناصر المتنكرين بزي طاقم أرضي، الطائرة للتوقف على المدرج، وفور توقفها، كان المتعاونين الأكراد حاضرين بزي عمال لمناولة الأمتعة، حيث تعرّفوا على سليماني وأكّدوا وجوده.
وركب سليماني والوفد المرافق له مركبتين متّجهين نحو منطقة القتل، حيث كان قناصة دلتا بانتظارهم، والطائرات المسيرة فوقهم.
وفور وصول المركبتين منطقة القتل، أطلق مشغلو الطائرات المسيرة النار على الموكب وسقط صاروخان من طراز نار جهنم على سيارة سليماني، ما أدّى إلى طمسها تماماً.
لكنّ المركبة الثانية تمكّنت من الفرار لمسافة تقدّر بنحو 90 متراً، قبل أن يستهدفها قناصة دلتا، ما أجبره على التوقّف، وهنا أطلق الصاروخ الثالث من طراز هيلفاير (النينجا) على السيارة ففجّرها إلى أجزاء.
وقتل إلى جانب سليماني نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، الموالي لطهران أبو مهدي المهندس، بالإضافة إلى آخرين.
إجراءات للحماية
وذكر الموقع أنّ سليماني بدّل هواتفه المحمولة 3 مرات خلال الساعات الـ6 التي سبقت صعوده إلى الطائرة من دمشق.
وأضاف أنّ “مسؤولو الارتباط في قيادة العمليات الخاصة الأمريكية المشتركة عملوا مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تتبع أنماط الهواتف المحمولة لسليماني”.
ومرّر الإسرائيليون أرقام سليماني إلى الأمريكيين الذين تتبعوا الجنرال وهاتفه إلى بغداد، بحسب الموقع.
ونقل الموقع عن مسؤول عسكري قوله إنّ “أعضاء من وحدة الجيش السرية Task Force Orange كانوا أيضا على الأرض في بغداد في تلك الليلة، حيث قدم خبراء الاستخبارات إشارات للمساعدة في العودة إلى إلكترونيات سليماني لتنفيذ الجزء التكتيكي من العملية”.