نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية مقتطفات من تقرير ستنشره كاملاً يوم الجمعة المقبل، بعنوان “ملف نصر الله”، تتناول فيه دراسة العوالم النفسية والشخصية لزعيم الميليشيا المتخفي عن الأنظار.
ويتضمّن التقرير أقوالاً وتحليلات لأعضاء جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، الذي لخّص صفات نصر الله بأنّه “مركزيٌ جداً، يُقصي الآخرين، ومنشغل بنفسه، وبأنّه حاد جداً، ذكي جداً، لكنه نرجسي جداً”.
ويأتي التقرير في إطار دراسة عوالم “العدو” النفسية والشخصية ومدلولاتها على مدار سنوات طويلة، للمساعدة في فهم تأثيراتها في رسم قرارات نصر الله، وخطواته في السياق الأمني والسياسي تجاه إسرائيل، ضمن نظرية “الوقاية الاستباقية”.
لا يحمل هاتفاً
وأشار التقرير إلى تخوف نصر الله من اكتشاف موقعه، لذا فهو لا يحمل هاتفا نقالاً، أمّا رسائله، فينقلها نائبه نعيم قاسم، ورئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين.
وبدأ نصر الله بالعمل كزعيم دولة، ووزير دفاع، ورئيس أركان القوات وقائد منطقة عسكرية، وأحيانا قائد وحدة عسكرية، بعد اغتيال عماد مغنية ومصطفى بدر الدين المعروفين بأنّهم “رؤوساء أركان حزب الله”.
ولفت التقرير إلى أنّ “نصر الله يعتمد على عدد قليل من الأشخاص، ولا يعين أشخاصاً في مناصب رفيعة”، حسبما نقلت المدن.
“الانتقادات تثير جنونه”
ودرست الصحيفة تداعيات مقتل الابن البكر لنصر الله، هادي عام 1997، في اشتباكٍ مع جنود إسرائيليين.
وقال ضابط استخبارات إنّ نصر الله يسعى للاستفادة إعلاميا من حقيقة أن لديه ابناً قتيلاً، لكنّ ابنه الآخر جواد، تسبب له بحرج كبير.
وتطرّق الضابط إلى تغريدة جواد التي نشرها على خلفية مقتل الناشط لقمان سليم الذي كان معارضاً لحزب الله، حيث اعتبرت التغريدة إقرارا بدور الميليشيا بقتل الناشط السياسي.
ولفت الضابط إلى أنّ نصر الله يواجه صعوبة في التعامل مع وسائط الميديا الجديدة، وقال إنّ “الانتقادات ضده في الشبكات الاجتماعية تثير جنونه، لأنه يسيطر على كل شيء”.
مهتم بالإعلام الإسرائيلي
وذكرت “أمان” في التقرير أنّ نصر الله، مهتم بالإعلام العبري، حيث وصفته الباحثة بأنّه “يعيش وسائل الإعلام الإسرائيلية ويعرف الذين يكتبون، من منطلق اهتمامه بتحليل الجمهور الإسرائيلي ودراسته”.
كما وصفته الصحيفة بأنّه ألد عدو لإسرائيل، حيث “يرأس تنظيما يسيطر على لبنان، ويحوزته عشرات آلاف الصواريخ التي تغطي كافة الأراضي الإسرائيلية تقريباً”.
لا يتعرّض لضوء الشمس
وتحدّثت الباحثة في “أمان”، عن الجانب الصحي لنصر الله، الذي يعيش متجنّباً الظهور، مشيرة إلى أنّه بحاجة إلى فتامين “د”.
وأشارت الباحثة إلى أنّ نقص الفيتامين ناجم عن كونه “لا يخرج من المنزل، ولا يقترب من النوافذ؛ ما يجعله لا يتعرض لضوء الشمس كما يجب؛ ذلك أنه يدرك جيداً أنه في اللحظة التي يخرج فيها رأسه، ستعلم إسرائيل بمكانه”.
وبالرغم من أنّ عمر نصر الله الستيني يجعله ضمن الفئة التي يشكّل فيروس كورونا المستجد خطرا عليها، إلّا أنّه يعارض اللقاحات الأمريكية، على حدّ قول الباحثة.