تحدّث موقع “واللا” العبري عن معركة سرية تخوضها إسرائيل ضدّ ميليشيات إيران وحزب الله اللبناني في جنوب سوريا، مشيرا إلى تكتيك جديد اتّبعته تلك الميليشيات لتفادي الضربات الإسرائيلية التي تستهدف تموضعهم.
وذكر الموقع يوم السبت 13 شباط، أنّ الجيش الإسرائيلي يخوض حرباً سرية لمنع تحويل جنوب سوريا إلى نسخة شبيهة بجنوب لبنان.
ونفذ الجيش خلال حربه “العشرات من الغارات في العام الماضي، ضد خطة إيران وحزب الله لإنشاء قواعد عسكرية في المنطقة”.
واتّبع الجيش الإسرائيلي آلية لبناء بنك أهداف قائمةعلى تقنيات حديثة، خلافا للأساليب القديمة التي كانت متّبعة.
ونقل الموقع عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، قوله خلال اجتماعات مغلقة مع قادة عسكريين قبل نحو شهر ونصف، إنّ شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان) وضعت بنك أهداف محكم ومتطور.
ولفت التقرير إلى أنه على عكس السابق اعتمدت آلية بناء “بنك الأهداف” على أجهزة استشعار وتقنيات حديثة لجمع المعلومات وتحويلها إلى أهداف مرشحة للتنفيذ ومن ثم تدقيقها وغربلتها، بدلاً من اضطرار أجهزة الاستخبارات لمراقبة الهدف من منزل إلى منزل بحثاً عن نشاط إيراني أو حزب الله في قلب المنطقة الحضرية، كانت “مثل البحث عن إبرة في كومة قش”.
وبحسب التقرير الذي ترجمه موقع تلفزيون سوريا، فإنّ أبرز قادة حزب الله المسؤولين عن تنفيذ الخطة، هما ضابطان بارزان الأول علي عساف والآخر ذو الفقار، اللذان يديران أنشطة لوجستية واسعة النطاق في الجنوب السوري لصالح ميليشيا الحزب.
وكان التكتيك الإسرائيلي قبل عامين مختلفا، حيث كشفت إسرائيل محاولات التموضع العسكري الإيراني في الجنوب السوري إلى جانب قوات النظام.
غير أن إيران أعادت ترتيب خطة تموضعها، بطريقة أكثر سرية وبشكل محدود، وبإشراف تنفيذي من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني.
وتتضمن الخطة الجديدة انشغالاً مستمراً بجمع المعلومات الاستخبارية حول نشاط الجيش الإسرائيلي والتخطيط والاستعداد لهجمات ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية.
كما غيرت ميليشيات الحزب أنماط نشاطها نحو المزيد من السرية والابتعاد أكثر عن الجولان، لتفادي الضربات الإسرائيلية “الأمر الذي يسمح للحزب في المستقبل استيعاب الآلاف من عناصر الميليشيات التابعة لإيران”.
“الأسد مقيّد”
وبحسب الموقع العبري فإنّ المشهد حنوب سوريا معقد، نتيجة تضارب مصالح عدة قوى، هي النظام وروسيا وحزب الله وإيران.
فالإيرانيون يريدون السيطرة على المنطقة، من أجل إقامة قواعد عسكرية لتهديد إسرائيل حتى لا تهاجم بلادهم مستقبلاً، أما ميليشيا الحزب فهدفها استخدام الأرض السورية ضد الجيش الإسرائيلي من دون أن يضطر إلى دفع ثمن في لبنان.
ويسعى الروس إلى كسب أكبر قدر ممكن من المال والسيطرة والتأثير، “لذلك هم يناورون بين جميع الأطراف”.
أما رأس النظام بشار الأسد فهو مقيد بين الرضوخ للإيرانيين الذين حموا نظامه ومنعوه من السقوط، وبين رغبته في استعادة سيطرته على كامل الأراضي السورية.
وأشار الموقع إلى أنّ الأسد غير راضٍ على هيمنة الميليشيات الإيرانية على قواته في الجنوب، لافتا إلى أنّه أوعز لشقيقه ماهر بالسيطرة على المنطقة.
لكنّ ثمة تقارير تتحدّث عن ارتباط الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد (شقيق بشار) بشكل وثيق مع إيران وميليشياتها.
ويكشف إيعاز الأسد لشقيقه بالتحرك جنوبا، بحسب الموقع، أنه “يشعر بالعجز والضعف في مواجهة الهجمات الإسرائيلية، التي قد يتم تسريعها على المدى الطويل لتهدئة المنطقة، فيما يتوق نظام الأسد للاستقرار، ويخشى على حياته”.
