شهدت آخر جلسة لمجلس الأمن خلال العام الجاري، يوم الأربعاء 16 كانون الأول، اشتباكا كلاميا بين ألمانيا من جهة، وروسيا والصين الداعمتين للنظام السوري من جهة أخرى، على خلفية الحديث عن الوضع الإنساني في سوريا.
وقال السفير الألماني لدى المجلس كريستوف هوسغن، إنّه “من السخرية للغاية أن نأسف لعدم تمكّن السلع الإنسانية من الوصول إلى سوريا”.
وذكّر هوسغن بالفيتو المزدوج (الروسي والصيني) ضدّ مشروع قرار يمدّد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدّة عام من معبرين، وقال: “شهدنا في نفس هذا المكان في تمّوز كيف منعت روسيا والصين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى هذا البلد”.
ودعا السفير روسيا والصين إلى التراجع عن قرارهما بشأن آلية دخول المساعدات إلى سوريا بدلاً من الشكوى في كل مرة من العقوبات لمفروضة على حليفهما (النظام السوري).
وأضاف: “علينا أن نكون صادقين: هذا المجلس خذل الشعب السوري. روسيا لم تدعم الأسد فحسب، بل ساهمت بنفسها في معاناة الناس وموتهم”، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، ردّ نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي بوصفه سلوك ألمانيا والدول الغربية حيال الملف السوري بـ “المنافق”.
ووجّه بوليانسكي كلامه للسفير الألماني شخصياً بالقول: “لقد جعلتَ من هذا اللقاء رائعة الوداع (…) لكنّنا بصراحة لن نشتاق إليك”.
وتابع “بفضلكَ، فإنّ العديد من أعضاء الأمم المتحدة الذين جادلوا في السابق بأنّ ألمانيا يجب أن تكون عضواً دائم العضوية في مجلس الأمن يسألون أنفسهم الآن ما إذا كان ينبغي السماح بهذا القدر من السخرية في هذه القاعة”.
وعلى نفس الموقف الروسي، اعتبرت الصين ما ذكره السفير الألماني حيال الوضع الإنساني في سوريا بـ “المحاضرة”.
وقال ممثّل الصين ياو شاوجون، إنّ الطريق أمام ألمانيا في الانضمام لمجلس الأمن سيكون صعبا، معتبرا أنّ أداءها “لم يكن على قدر توقعات العالم ولا توقّعات المجلس”.
وتعتبر روسيا والصين أنّ العقوبات الأوربية والأمريكية المفروضة على النظام في سوريا على خلفية “جرائمه بحق السوريين”، سببا للوضع الإنساني المتردي في البلاد.
وترفض الدول الغربية رفع العقوبات عن النظام والبدء بإعادة الإعمار دون حل سياسي وفق القرار الأممي 2254.