بحث
بحث
بينهم سوريون.. "رايتس ووتش": قبرص تطرد المهاجرين القادمين من لبنان
رويترز

بينهم سوريون.. “رايتس ووتش”: قبرص تطرد المهاجرين القادمين من لبنان

تركوا قاربا دون وقود لـ 6 أيام في عرض البحر، واعتدوا بالضرب على بعض الأشخاص، واصطدموا بقارب خشبي ممتلئ بالمهاجرين

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ قوات خفر السواحل القبرصية صدّت أو طردت أو تخلّت أو أعادت أكثر من 200 مهاجرا من اللبنانيين والسوريين القادمين بحرا عبر قوارب من الشواطئ اللبنانية خلال الأسبوع الأول من أيلول الجاري، دون منحهم فرصة التقدّم بطلبات اللجوء.

وذكرت المنظمة اليوم الثلاثاء 29 أيلول، نقلا عن مهاجرين قابلتهم، “إنّهم تعرضوا للتهديد من عناصر خفر السواحل القبرصية اليونانية والتركية، وقالوا إنّ سفن خفر السواحل القبرصية اليونانية حوّطتهم بسرعات عالية، وأغرقت قواربهم، وفي حالة واحدة على الأقلّ، تركتهم في البحر دون وقود أو طعام”.

كما تعرّض المهاجرون بحسب المنظمة، إلى الضرب على يد عناصر الشرطة البحرية القبرصية اليونانية، فيما تم تجاهل طلبات لجوئهم.

وقالت السلطات القبرصية إنّها أعادت 230 شخصا إلى لبنان بين 6 و8 أيلول، حسبما نقلت وكالة رويترز، فيما قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ 18 قاربا انطلقت من لبنان في الفترة بين 29  آب و14 أيلول، منها 5 قوارب اعترضتها القوات البحرية اللبنانية.

ووفقا لإحصائيات الشرطة، فإنّه خلال الأشهر الثمانية الماضية اعترضت السلطات اليونانية 779 شخصا كانوا على متن قوارب في طريقها إلى قبرص بشكل غير قانوني، 431 منهم خلال النصف الأول من العام الجاري، في حين قدم 348 شخصا على متن 11 قاربا بين أواخر آب وأول أسبوعين في أيلول.

وتشير الإحصائيات التي نشرتها منظمة كيسا اليونانية غير الحكومية، إلى أنّ 375 شخصا نقلوا مباشرة إلى مخيم، وأنّ 221 مركبا رسا في جمهورية شمال قبرص التركية، و185 قاربا طردوا بإجراءات موجزة في عرض البحر.

اعتداء وطرد جماعي

وأفاد 15 مهاجرا لبنانيا وسوريا  قابلتهم هيومن رايتس ووتش، أنّهم طالبوا السلطات القبرصية بعدم إعادتهم إلى لبنان، حتى أن بعضهم طلب اللجوء بشكل واضح، لكن لم يسمح لهم بالتقدّم بطلبات.

ودعا مدير قسم حقوق اللاجئين في المنظمة، بيل فريليك قبرص في طلبات الحماية التي يتقدم بها السوريون واللبنانيون بإنصاف، وأن “تتعاطى معهم بما يضمن سلامتهم وكرامتهم بدلا من التغاضي عن التزاماتها في إنقاذ القوارب التي تواجه محنة، كما عليها أن تمتنع عن تنفيذ الطرد الجماعي”.

غير أنّ خفر السواحل القبرصية اليونانية اتّبعت أساليب عدة للتصدي للمهاجرين، منها بحسب شهادات الناجين من الغرق، “الصراخ، والتلويح بالأسلحة، والتحويم حولهم بسرعات عالية لإحداث أمواج لغمر القوارب أو قلبها”.

وصدمت سفينة معدنية لخفر السواحل قاربا خشبيا ممتلئا بالناس، يوم 3 أيلول، ما أسفر عن جرح أطفال وامرأة.

ونقل خفر السواحل أشخاصا من المهاجرين إلى مخيم “قذر” مليء بالحشرات، بحسب المنظمة، قبل أن تتم إعادتهم إلى لبنان رغما عنهم، مستعملة الضرب والتقييد في بعض الحالات

وفي إحدى الحالات، تركت قوات خفر السواحل قاربا مطاطيا ينجرف دون وقود، قبل أن تنقذه قوات خفر السواحل اللبنانية بعد أن أمضى 6 أيام في عرض البحر.

ونوّه فريليك إلى أنّ “الأشخاص الذين يعرّضون حياتهم وحياة أطفالهم للخطر هربا من لبنان على متن قارب هم فعلا يائسون. لديهم الحقّ في أن يتمّ النظر في طلباتهم للحماية الدولية. ينبغي ألّا يتم إسكات توسلاتهم أو تجاهل صرخاتهم طلبا للمساعدة”.