أعلنت محكمة مدينة كوبلنتس الألمانية، الثلاثاء 10 آذار، عن موعد بدء جلسات محاكمة ضابطي مخابرات سوريين سابقين، بتهمة المشاركة في “جرائم ضدّ الإنسانية”، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وحددت المحكمة، يوم 23 نيسان القادم، موعد بدء المحاكمة، حيث من المتوقع أن تستمر حتى شهر آب على أقل تقدير، في تحرك اعتبره المركز الأوروبي للحقوق الدستورية والإنسانية “الأول من نوعه في العالم، فيما يتعلق بعمليات تعذيب تمّت برعاية الدولة السورية”.
ويواجه أحد المتَهمَين، ضابط المخابرات السابق “أنور رسلان”، تهماً بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، واغتصاب، إضافة إلى 58 تهمة قتل، بمساعدة المتهم الثاني، المدعو “إياد غريب”. المحكمة أشارت إلى أن نحو أربعة آلاف سجين تعرضوا لـ “الضرب والركل والصعق بالكهرباء”، داخل أقبية فرع الخطيب 215، الذي كان يترأس “رسلان” قسم التحقيق فيه، وكان مسؤولاً رئيسياً عن عمليات التعذيب تلك.
وألقت السلطات الألمانية القبض على “رسلان”، المعروف بأنه أول ضابط مخابرات أمر بإطلاق النار على متظاهري الغوطة الشرقية، في شباط 2019، بعد تحقيق مشترك بين الحكومتين الفرنسية والألمانية، حيث من المفترض أن يحاكم بموجب “مبدأ العدالة الدولية الذي يسمح لدولة أجنبية بمقاضاة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية”. ومن المتوقع أن يشار نحو 16 سورياً في المحاكمة، كمدعين وشهود.
التهم الموجهة لـ “رسلان” من قبل المحكمة، هي جزء بسيط من الانتهاكات التي ارتكبها بحق الشعب السوري، خلال عامي 2011 – 2012، الفترة التي كان فيها على رأس عمليه كرئيس لقسم التحقيق في فرع الخطيب، التابع لإدارة المخابرات العامة، حيث استعمل العنف في قمع التظاهرات في الغوطة الشرقية، ومارس سياسة الاعتقال التعسفي بحق المتظاهرين، كما كان مسؤولاً عن مقتل أكثر من 100 شهيد في أقبية الفرع، خلال مدة زمنية قصيرة في عام 2011.