تجاوز نظام الأسد مرحلة بيع سورية ومقدراتها، إلى مرحلة تسليم رقاب الشعب السوري وأمنه الغذائي لكل من الروس والإيرانيين، لتكتمل سيطرتهم على مختلف مناحي الحياة، فبعد أن حصلت روسيا على حقوق حصرية لتوريد القمح المستورد إلى سوريا، بدأت إيران بمرحلة “تطويق رغيف خبز المواطن السوري”، عبر اقامتها للمطاحن المسؤولة عن طحن القمح وإنتاج الدقيق.
وفي عقدٍ، لم يتم الإعلان عنه لوسائل الإعلام ولا عن تاريخه، اتفق نظام الأسد مع شركة “أردما شين” الإيرانية، على تنفيذ خمسة مطاحن في سوريا، بتكلفة 13 مليون يورو، للمطحنة الواحدة، على أن يتم البدء بتنفيذ أولها، في محافظة السويداء، وتحديداً في منقطة أم الزيتون، حيث انتهى العمل على انشاء المطحنة الأولى، منتصف 2019، ودخلت الخدمة في شهر آب من العام نفسه، بطاقة إنتاجية 240 طن يومياً، وهو ما يكفي حاجة المحافظة من الدقيق ويزيد.
في مطلع العام الحالي، خرج مدير مطحنة أم الزيتون، والذي يدعى نزار نعيم، ليعلن توقف المطحنة عن العمل بسبب الكثير من المشاكل الفنية والأعطال المستمرة، ثم أعطى الشركة الإيرانية المنفذة للمشروع، مهلة حتى نهاية الشهر الماضي، لإصلاحها، أو يتم إيقاف دفع باقي المستحقات لها.
أما شركة “أردما شين” الإيرانية، فقد اضطرت لإرسال مديرها العام، ضمن الوفد الإيراني رفيع المستوى، الذي زار سوريا الأسبوع الماضي، برئاسة المستشار الأول للرئيس الإيراني “حسن دنائي فر”، ليناقش مع أعضاء حكومة النظام، مسألة تنفيذ باقي المطاحن الخمس المتفق عليها، ومستحقات الشركة من مطحنة أم الزيتون في السويداء.
مدير الشركة “جعفر شيفازي”، التقى مع وزير التجارة الداخلية التابع للنظام “عاطف النداف”، معلناً أنه توصل معهم إلى اتفاق، بالاستمرار في تنفيذ باقي المطاحن، بالإضافة إلى مشاريع أخرى، في نفس المجال، من شأنها أن تسيطر على صناعة المطاحن في سوريا، والإشراف عليها تقنياً بالكامل.
ولم يعلن “شيفازي” عن حجم الصفقة التي أبرمها مع النظام، لكن المعلومات تشير إلى أن الأيادي الإيرانية سوف يكون لها يد طولة في إنتاج الخبز السوري في المرحلة القادمة، وفق صحيفة “الوطن” الموالية.
وسبق لنظام الأسد أن اجتمع عام 2013 مع مدير الشركة الإيرانية “تشيفازي”، بغرض “البدء بمشروع إنشاء خمس مطاحن في مدن سورية بعد انتهاء الأزمة في سوريا”، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ووضعت حكومة النظام “المؤسسة العامة للمطاحن” في عهدة شركات إيرانية بعد توقف شركات تركية عن تأهيلها وصيانتها مع اندلاع الثورة في سوريا، فكانت شركة “أرد ماشين” الإيرانية، أولى الشركات الإيرانية التي أعلنت منذ عام 2013 عن رغبتها في بناء مطاحن في سوريا، دون تحقيقها لذلك حتى الآن.
ويوجد ما يقرب من30 مطحنة في عموم المحافظات السورية، وتسببت الأحداث المتوالية في سورية بتوقف ما يقارب من تسع مطاحن عن العمل وفق تقرير وزارة تجارة النظام عام 2015.