كشف موقع “المونيتور” الأميركي في تقرير نشره أمس، الاثنين 27 كانون الثاني، عن تفاصيل جديدة عن لقاء رئيس مكتب الأمن الوطني السوري “علي مملوك” برئيس جهاز المخابرات التركي “حقان فيدان “في العاصمة الروسية موسكو، قد تكون قادرة على تغيير مسار الحرب، مؤكداً أن موسكو تسعى للضغط على تركيا لإعادة العمل باتفاقية أضنة الموقعة بين دمشق وأنقرة في العام 1998.
الحكومة الروسية تختبر العلاقات الروسية التركية من خلال التصعيد العسكري الحاصل في محافظة إدلب شمال سوريا، والتي من المحتمل أن تضع أنقرة في مواجهة مباشرة مع جيش النظام السوري، ولا شك أن موسكو تدرك تماماً أن تسوية الحرب السورية غير ممكنة من دون حصول تحسين للعلاقات.
ولفت الموقع أن مملوك وفيدان اتفقا على خارطة طريق مؤلفة من 9 نقاط تهدف إلى تعزيز الحوار بينهما، وتشمل هدفاً يقضي بالتعاون في سبيل مكافحة الإرهاب.
ونقل الموقع عن مصادر وصفها بـ “المُطلعة” إن مسؤولين أتراك رفيعي المستوى، من أصول شركسية لعبوا دوراً تسهيلياً، حيث ترأس جنرال تركي “شركسي الأصل” أحد الاتصالات التي تمت بعيداً عن الأضواء وأجرى محادثات مع الوفد السوري برئاسة رئيس إدارة المخابرات العامة في سوريا اللواء “حسام لوقا”، مشيراً إلى أن مصادره تردد بالقول إن فيدان ومملوك ناقشا تعاوناً محتملاً في مواجهة “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني” السوري وذراعه العسكرية، “وحدات حماية الشعب الكردية”.
وأضاف الموقع أن أنقرة ودمشق لم تبلغا حد الطموحات الروسية، التي تعتبر حصول إعادة ضبط للعلاقات التركية السورية مسألة ضرورية لسببين، أولهما وضع فصائل المعارضة المدعومة من الجانب التركي أمام خيار الاستسلام عند حال إتمام التطبيع التركي السوري، ما يدفع تركيا للتوقف عن دعم المعارضة المسلحة، وهو ما يُبعد خيار المواجهة بين الجيشين التركي والسوري، أما السبب الثاني فيتعلق بتخفيف حدة المشاكل الاقتصادية السورية، والأزمة التي تُهدد مكاسب جيش النظام العسكرية.
واعتبر الموقع أن دعم تركيا للمعارضة السورية والتواجد العسكري التركي في أراضيها يُعدان عاملين حاسمين بالنسبة إلى للنظام السوري، علماً أن انسحاب تركيا الفوري من الأراضي السورية ترأس قائمة مطالب مملوك.
مصدر سوري لم يكشف الموقع عن هويته، قال إن روسيا تعتقد أن عملية إعادة إعمار سوريا لن تنجح دون مشاركة تركيا، وأن الأزمة المالية التي تعانيها البلاد حادة جداً لدرجة أنها تؤثر في تقدم جيش النظام ميدانياً، كما تعتقد بأن بعض الموارد الأساسية لا يُمكن تأمينها إلا عبر الأراضي التركية.
وأضاف المصدر أن تركيا أبلغت روسيا بالنظر في مسألة سحب قواتها من الشمال السوري، حال موافقة حكومة النظام على حصر سيطرتها على الجزء الجنوبي من المنطقة الآمنة، وإخضاع وحدات حماية الشعب الكردية لسيطرته الكاملة.
وبحسب الموقع فإن القوات الإيرانية قد تلجأ إلى الانسحاب تكتيكياً من مواقعها بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، لافتاً إلى أنّ تركيا قد تعمد إلى ملء هذا الفراغ، إلا أن رأس النظام السوري قد يكون عاجزاً عن إقناع قاعدته بشرعية النقاط الـ 9 المذكورة، ما يعرقل اعتبار الخارطة الطريقة بمثابة “أرضية مشتركة”.
وعلَّق المصدر على تساءل الموقع حول إمكانية تضحية النظام السوري بالأكراد لتطبيع العلاقات مع تركيا، وسط اعتقاد شريحة كبيرة من الآراء أن تركيا ستعارض الانسحاب عسكرياً من سوريا من دون التوصل إلى آلية تتيح تحييد “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب”، بأن النظام غير مستعد لمحاربتهم، ولا يملك القدرة على ذلك، مؤكداً أن روسيا والولايات المتحدة لن تسمحا بذلك.
وأكَّد المصدر أن استراتيجية تركيا الأحادية القاضية باستكشاف مصادر الغاز تمتع سوريا من اتباع سياسة مستقلة، في ردٍ عن قدرة المصالح النفطية المشتركة شرقي المتوسط على لعب دور بناء في هذه العملية، مرجحاً عمل حكومة النظام السوري على تطوير استراتيجيتها الخاصة عبر أخذ اللاعبين المختلفين بالاعتبار.
وكشف الموقع أن روسيا تطور استراتيجيتين على الصعيد ذاته، هما منح تركيا حصة في عملية إعادة الإعمار، وتشكيل حلف تعاون بين سوريا وتركيا وروسيا لدعم سياسات أنقرة في الحرب المندلعة على مصادر الطاقة في شرق المتوسط.
وعلى الرغم من اعتبار مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثابتة، إلا أن الموقع لم يستبعد تراجعه عن مواقفه بعد رهنها بحصوله على حصة من إعادة إعمار سوريا، في ظل المشاكل الاقتصادية التركية.