قالت مجلة المجلة في تقريرٍ لها إنّ عمليات إنتاج الكبتاغون في سوريا باتت تشهد امتداداً متزايداً في تهريبه إلى الدول الأوروبية وأفريقيا.
وبحسب التقرير، فإنّ “العصابات” اعتمدت من سوريا في البداية على موانئ جنوب أوروبا وشمال أفريقيا المنتشرة على طول البحر الأبيض المتوسط كمواقع رئيسة لإعادة توجيه الشحن بهدف المساعدة في إخفاء موانئ المصدر المشبوهة، مثل ميناء اللاذقية، وارتداد الشحنات غير المشروعة إلى أسواق الخليج المستهدفة، كالسعودية أو الإمارات.
وأوضح التقرير أنّ المتاجرون تمكّنوا بسهولة باستخدامهم السفن التجارية من زيادة حجم الشحنات الفردية من المخدرات، وهو أمر محفوف بالمخاطر إنْ اكتشف، وفعال إذا لم يعترضه أحد.
وأشار إلى أنّه قد اتضح ذلك من خلال الزيادة الطفيفة في عمليات ضبط الكبتاغون عبر الموانئ اليونانية والإيطالية والليبية والمصرية والمغربية والرومانية بين عامي 2018 و2023 قادمة من سوريا ولبنان.
إلا أنّ الاتجاهات الأخيرة تُشير إلى أنّ “الجهات الإجرامية” التي تتخذ من سوريا قاعدة لها لم تعد تعتمد فقط على الموانئ البحرية الأوروبية لإعادة توجيه الشحن، بل تتطلع إلى أبعد من ذلك ناحية البر الرئيس لأوروبا وأفريقيا لإعادة توجيه الشحنات، بل حتى إنتاج المخدرات غير المشروعة كالكبتاغون.
وبعد القبض على شبكة سورية – لبنانية تعمل في بورموس في النمسا تبيّن أنّها استخدمت مطعم بيتزا كشركة وهمية لتهريب الكبتاغون عبر الموانئ البلجيكية إلى النمسا، حيث كانت الشحنة مغطاة للتمويه بأدوات مثل أفران البيتزا والغسالات والمعدات الكهربائية ثم بعد ذلك تشحن إلى الأسواق المستهدفة.
ونفّذت سلطات إنفاذ القانون النمساوية اعتقالات بتهمة تهريب أكثر من 13.8 مليون قرص، وعرض المتهمون على المحكمة أواخر عام 2021، ثم جاءت مداهمة مستودع تخزين يحوي 200 كيلوغرام من أقراص الكبتاغون في ولاية بافاريا الألمانية الشرقية في أيار 2021، مما يُشير إلى أنّ “منظمات التهريب كانت تسعى إلى استخدام أوروبا الشمالية منطلقا لإعادة توجيه الشحن، وربما للتوزيع المحلي”، تبعاً للتقرير.
ويُشير ذلك إلى أنّ منتجي وتجار المخدرات المصنّعة في سوريا ولبنان بدأوا يلتقطون مزيداً من الفرص في البر الرئيس شمالي أوروبا، ليواصلوا تطوير صناعات المخدرات غير المشروعة العابرة للحدود.
أما في أفريقيا، فتبحث هذه المجموعات نفسها أيضاً عن طرق جديدة لتهريب المخدرات غير المشروعة إلى الأسواق المستهدفة الحالية، وإلى معرفة مراكز جديدة للاستهلاك.
وكما هو الحال مع موانئ جنوب أوروبا، فقد استخدمت هذه المجموعات الكثير من البلدان الأفريقية، ولا سيما بلدان شمال أفريقيا وساحل العاج والقرن الأفريقي، كمواقع لإعادة توجيه الشحن، وفقاً للتقرير.
ونوّه التقرير إلى أنّ ليبيا باتت ممراً رئيسياً لكل الشحنات البحرية والجوية والبرية من المخدرات مثل الكبتاغون، لا سيما في منطقة شرقي ليبيا التي يُسيطر عليها حفتر المعروف بعلاقته الوثيقة مع النظام السوري وروسيا.
وأضاف التقرير: “بينما تسعى الجهات الفاعلة الإجرامية إلى التعرّف على مجالات وأمكنة جديدة، بهدف زيادة الطلب على المخدرات المصنعة غير المشروعة وتسويقها، تمثل الأسواق الأفريقية فرصة كبيرة للتوسع أمام هذه الجماعات المتمركزة في سوريا”.