بحث
بحث

صفقة إسرائيلية-سورية: سوريان مقابل باومل


أكدت مصادر مطلعة لـ”المدن”، أن إسرائيل قررت الإفراج عن أسيرين سوريين اثنين لم تذكر إسمهيما، كـ”بادرة حسن نية” عقب تسلّمها رفات جنديها زخاريا باومل، التي كانت مدفونة في سوريا في أعقاب مقتله في معركة “السلطان يعقوب”في لبنان قبل سبعة وثلاثين عاماً.

المصادر رجحت أن يكون السوريان المعتقلان لدى إسرائيل من الجولان المحتل، أو على الأقل أحدهما من هذه المنطقة، حيث يقضي أسير منهما في السجن الإسرائيلي سنوات طويلة، بتهمة التعاون مع النظام السوري. ورجحت المصادر أن يتم الإعلان عن اسميهما رسمياً خلال الساعات أو الايام القليلة القادمة.

الصحافي الإسرائيلي ألون بن دافيد، أشار إلى أن الأسيرين السوريين هما زيدان الطويل من سكان منطقة حضر في سوريا، وهو مسجون منذ يوليو/تموز 2008 بسبب تهريب المخدرات، وكان من المقرر أن يفرح عنه في يوليو/تموز 2019. وخميس أحمد، ناشط في مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، اعتقل في أبريل/نيسان 2005 لمحاولته التسلل إلى قاعدة عسكرية، وحكم بالسجن حتى 2023.

الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “مكان” أوضحت أن موضوع الإفراج عن السوريين المعتقلين، لم تتم مناقشته مسبقاً قي المجلس الوزراي المصغر “الكابينيت”، وإنما بقرار من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شخصياً، ومصادقة المستشار القضائي لحكومة تل ابيب افيحاي مندلبليت، ما يؤكد أن الأمر تم باتفاق بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جهة ثانية، لفتت مصادر سياسية لـ”المدن”، أنه لم يحصل أي جديد بشأن رفات الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين ولكن هناك مساعي لحل الأمر، مشيرة إلى تعاون روسي وسوري بشأن القضية لإنجازها، لكن دمشق تريد مطالب معينة لتحقيقها من قبل إسرائيل. ولهذا، تبدو “صفقة كوهين” مؤجلة.

وأما هدف موسكو من وراء جهودها لإعادة رفات الجنود الإسرائيليين الموجودة في سوريا، فتقول المصادر إن روسيا تريد أن تستتب الأمور أكثر في سوريا والتوصل لتفاهمات أكبر. وتتحقق هذه الغاية بموازاة محاولات روسيا لزيادة تأثيرها في سوريا في مقابل تخفيف التأثير الإيراني، إذ إن هناك تنافساً روسياً-إيرانياً على النفوذ في سوريا، على حد تعبير المصادر.

مصدر مقرب من روسيا ويقيم في رام الله، أكد لـ”المدن”، أن هناك صفقة تمت بخصوص رفات الجندي الإسرائيلي باومل، لكنها ليست سياسية كبيرة، غير أنه يعتبرها بداية لمحاولة روسيا استعمالها من اجل بدء مسار جديد في الشرق الأوسط يمكن أن تلعب به دوراً أكبر وعلى حساب أميركا، فاختارت “الناحية الإنسانية” بوابة لهذا الإستثمار السياسي، تحت عنوان أن موسكو لديها علاقات جيدة وموثوقة مع أطراف المنطقة برمتها.

ويوضح هذا المصدر أن الصفقة بين دمشق وتل ابيب في ما يخص الرفات، تتم عبر روسيا ولا تقتصر فقط على الإفراج عن اسيرين سوريين، بل تتعداها لإعادة رفات سوريين موجودة ايضاً لدى إسرائيل، بموازاة أمور سياسية ستتبين لاحقاً.

وبخصوص كوهين، فإن استعادتها منوطة بمسألة تقنية أكثر من كونها سياسية، فمسألة حسمها مؤجلة لتكون منطلقاً لبدء نوع من الحوار في الشرق الأوسط من البوابة الروسية وليس الأميركية. ويضيف المصدر أن النظام السوري يريد مطالب أكثر مقابل تسليم رفات الجاسوس كوهين؛ لأهمية هذه الشخصية ومكانتها السياسية والأمنية.

المصدر: جريدة المدن 

اترك تعليقاً