بحث
بحث

بعيداً عن رقابة المخابرات … صحفيون روس يسرحون ويمرحون في دمشق


صوت العاصمة – دمشق

لم تكن العلاقة بين الإعلام والنظام السوري على ما يرام منذ عقود طويلة ولطالما اعتبر البعث ومنظوماته والأجهزة الأمنية وسائل الإعلام مجرد صورة تتحرك كما يريدون وتنقل المشهد الذي ينتظرونه ولكن تعاظم الدور الروسي فرض على النظام مالا يشتهيه.
وإذا كانت الإدارة السياسية في الجيش النظامي ومعها (قيادات) وزارة الإعلام تتحكم بكل مفاصل التغطية السياسية والميدانية لما يحدث في البلاد سواء لوسائل الإعلام التي تدور في فلكها أو الصحافة الغربية التي يسمح لها بين الحين والأخر بدخول البلاد فإن الحالة بدت متغيرة مع الإعلام الروسي، إذ تكفي جولة على الصحف والمواقع الموالية للنظام لرصد حجم الاستياء من الامتيازات الممنوحة للإعلاميين القادمين من موسكو مقابل نظرائهم في باقي الإذاعات والقنوات الفضائية.
فقد شهدت الأشهر الماضية انتشاراً غير مسبوق للصحافة الروسية في دمشق وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وصولاً لقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، وهؤلاء بحسب أحد الصحفيين في دمشق، يتجولون برفقة عناصر أمنية في المكان الذي يختارونه بغض النظر عن قبول أو رفض وزارة الإعلام التي لا ترسل معهم مرافقاً ينقل تحركاتهم خلافاً لما يجري مع باقي الوسائل الإعلامية مع الإشارة إلى القبضة الحديدية على قناة “روسيا اليوم” و”سبوتنك” إذ يدير مكتب الأولى المراسل السابق للجزيرة “عبد الحميد توفيق” والثانية مسؤول الإعلام الخارجي سابقاً “نزار ميهوب” ولكن عددأ كبيراً من القنوات الروسية الأخرى والمواقع والصحف باتت تعتمد على صحفيين روس يتنقلون بشكل مستمر مع مصورين غالبهم من البلد الأم .
وأبعد من ذلك بحسب الصحفي الذي أجرت “صوت العاصمة” حواراً معه، يشير إلى تنقلات الإعلاميين على خط موسكو – حميميم وبالطبع دون أي إذن من دمشق لدرجة أن طائرات أقلت وفوداً صحفية من مختلف المحطات والمواقع وتجولت داخل القاعدة العسكرية لعل أكثرهم مفاجأة كان مراسل قناة الجزيرة الإنكليزية في الصيف الفائت الذي نجح في بث رسالة مباشرة لمحطته التي تعتبرها قيادات النظام من قنوات سفك الدم السوري حسب توصيفها.
ويأتي كل هذا في وقت منع عناصر الأمن العسكري باقي الصحفيين ومراسلي الفضائيات من دخول القاعدة الجوية دون أي أسباب واضحة وفق ما يقوله الصحفي العامل في دمشق.

ولعل الملفت أيضاً أن التساهل من قبل النظام مع الإعلام الروسي لا يعني بالضرورة التساهل مع باقي من يسميهم حكام دمشق بالحلفاء وتفرض قيادات الحرس الثوري أو حزب الله قيوداً على قنواتها فيما تبثه أو تصوره من لقطات قبل أن تمر مجدداً عبر (فلتر) الإدارة السياسية للجيش فيما تتشدد أكثر مع الصحفيين الغربيين خاصة بعد ( الفضيحة) التي رافقت دخول عدد من العاملين في وسائل أعلام أمريكية وبريطانية ضمن جولة رتبها عضو مجلس الشعب “فارس الشهابي” حيث تغاضت نسبيا الوزراة عن تحركاتهم لتفاجئ بعد عودتهم بتقارير تهاجم الوضع السائد وتعتبر أن أولويات السوريين قد تبدلت بعيداً عن صورة (سوريا الجميلة) التي رغبت السلطة بانتشارها .