قالت صحيفة إسرائيل اليوم في تقرير نشرته قبل أيام إن ميلشيا حزب الله اللبناني زادت من توجدها على طول الحدود حتى تتمكن من مهاجمة إسرائيل، رداً على العقوبات الأمريكية على إيران مؤخراً.
ولفتت الصحيفة أن تسلل الميليشيات التي تدعمها إيران إلى جنوب سوريا زاد بشكل كبير بعد مرور عام على سيطرة النظام وحلفائه على طول الحدود السورية مع إسرائيل، نظراً للأهمية الجيوسياسية الكبيرة للمنطقة، مشيرةً إلى أن حزب الله تبنى أساليب وطرق جديدة لممارسة نفوذه في المنطقة، والتي تشمل زيادة وجوده على طول الحدود الإسرائيلية لتتمكن من مهاجمة اسرائيل.
وأكدت الصحيفة أنه تم إنشاء أربع قواعد لميليشيا حزب الله اللبنانية في جنوب سوريا خلال العام الماضي، ثلاث في محافظة درعا وواحدة في محافظة القنيطرة، ومهمتها تدريب متطوعين جدد للميليشيات، مؤكدةً أنها من منشآت التسليح الرئيسية في جنوب سوريا.
وقالت الصحيفة إن حزب الله أنشأ قاعدة كبيرة في درعا على غرار القاعدة الجوية العسكرية بجوار كريم شمال اللجاة مطلع العام الجاري، مضيفةً أن قواته حفرت العديد من الأنفاق والمرافق داخل القواعد.
وبحسب الصحيفة فإن الضابطان “عادل وراشد” الحاملان للجنسية اللبنانية يتوليان مهمة تدريب المتطوعين الجدد، بمساعدة عدد من المدربين اللبنانية، وثمانية ضباط من الفرقة التاسعة التابعة لجيش النظام، وآخرين من ضباط الأفرع الأمنية الذين يتولون مهمة تأمين طرق النقل والإمداد.
وأنشأ حزب الله قاعدة عامة في مطلع شهر أيلول من العام الفائت في منطقة اللجاة، بعد أن طردت ميليشيات موالية السكان من قرى المنطقة، وقام بتحويل المنازل المدنية إلى ثكنات عسكرية.
وأُنشأت أيضاً قاعدة “صابر” في أواخر عام 2018 بين قريتي حدر وحرفا شمال القنيطرة، تحت قيادة وحدة الجولان التابعة للواء 90 التابع لجيش النظام، وبقيادة “مصطفى مغنية” المسؤول عن مجموعة هضبة الجولان التابعة لحزب الله، والذي قُتل والده “عماد” وشقيقه “جهاد” القياديان في حزب الله في هجمات نُسبت إلى إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن حزب الله يستخدم الفرقتين التاسعة والخامسة في جيش النظام، الخاضعتين لسيطرته بقيادة “الحاج أبو هادي” أحد أبرز قياديي حزب الله جنوب سوريا، كمستودعات للأسلحة والذخيرة، ومنصة لإطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، التي تم تخزينها في العراق ثم نُقلت إلى منطقة اللجاة عبر مطار الضمير العسكري، بمساعدة ميليشيا “عصائب أهل الحق”.
وأضافت الصحيفة أن حزب الله أعاد تأسيس اللواء 52 بالقرب من بلدة الحراك في ريف درعا الشمالي الشرقي، مطلع العام الجاري، بعد انسحاب قواته من مزارع الزبداني ومزارع الريما المحيطة به، بقيادة اللبناني “إياد قاسم” الذي يعيش في مدينة الكرك بحراسة خاصة من عناصر المخابرات الجوية السورية.
وبحسب الصحيفة فإن حزب الله أنشأ هذه القواعد بهدف توسيع سيطرته على المنطقة، والحصول على هيمنة إقليمية نيابة عن النظام الإيراني، معتمداً على تجنيد أطفال الأسر الموالية له في الجنوب السوري.
وجند حزب الله في الأشهر الأخيرة، المئات من سكان محافظة القنيطرة، وزود عدد منهم بمعدات التجسس وأجهزة الاستماع، تحت قيادة عدد من مقاتلي حزب الله ممن يحملون الجنسية اللبنانية في المنطقة.
وانفردت القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها بالسيطرة على القطع العسكرية المنتشرة في المنطقة الجنوبية من ريف دمشق الغربي، الملاصقة لمحافظتي درعا والقنيطرة، والتي تعتبر الخط الدفاعي الأول للعاصمة دمشق.
مصدر عسكري خاص لـ “صوت العاصمة” قال إن القوات الإيرانية تسيطر على مقر قيادة الفرقة الأولى في مدينة الكسوة، والقطع العسكرية والتلال المحيطة به في المنطقة ذاتها، كجبل المانع وسلح الطير، والتي تعد خط الإمداد الرئيسي بين العاصمة دمشق ودرعا، مروراً بالفرقة التاسعة في مدينة الصنمين.
وأنشأت القوات الإيرانية أيضاً، قاعدة جوية صغيرة بالقرب من اللواء 91 في منطقة الكسوة، وما زالت تتمركز داخل اللواء على الرغم من الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لها.
وأضاف المصدر إن ميليشيا حزب الله اللبناني بالاشتراك مع عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني تعمل على تحصين مواقعها التي تمركزت فيها منتصف عام 2017 في الفوج 137 الواصل بين بلدة زاكية ومخيم خان الشيخ وصولاً إلى مزرعة النفور.
ويعتبر اللواء 68 الممتد من مدينة قطنا في ريف دمشق الغربي إلى ريف القنيطرة الشمالي، مروراً بمحاذاة معظم قرى وبلدات جبل الشيخ الحدودية مع لبنان، أحد أهم نقاط تمركز الميليشيات الشيعية في ريف دمشق، كونه طريق الإمداد الأبرز في المنطقة، والذي تعتمده في نقل معداتها العسكرية وعناصرها بين المحافظتين بشكل مستمر.