قال الرئيس الشرع، إن استقرار سوريا يمثل فرصة تاريخية للمنطقة، مشدداً على أن العالم سيستفيد من الواقع السوري الجديد بعد سنوات الحرب الطويلة.
وكشف الشرع في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على قناة CBS الأميركية، أن دخوله الأول إلى القصر الرئاسي لم يكن إيجابياً، موضحاً أن “شراً كبيراً خرج من هذا القصر ضد الشعب السوري”.
وخلال جولة في حي جوبر بدمشق، أشار الرئيس الشرع إلى الخسائر الكبيرة التي تكبّدها الشعب السوري، معتبراً أن كل مبنى مدمر يحمل ذكريات من عاشوا فيه. ولفت إلى أن أجيال كاملة عانت من صدمات نفسية شديدة، مشدداً على أهمية عملية إسقاط نظام الأسد لمنح السوريين أملاً جديداً بالعودة إلى ديارهم والمساهمة في إعادة إعمار وطنهم.
وأوضح الشرع أن إعادة إعمار سوريا ستتطلب ما بين 600 و900 مليار دولار، مؤكداً أن هذا الهدف لن يتحقق دون دعم المجتمع الدولي. وانتقد تقاعس المجتمع الدولي عن إيقاف المأساة السورية على مدار 14 عاماً، مضيفاً أن أي جهة تعرقل رفع العقوبات هي شريك في الجريمة بحق السوريين.
واعتبر الرئيس الشرع أن الدخول في صراع مع روسيا في الوقت الراهن سيكون مكلفاً وغير مفيد لمصلحة البلاد، لافتاً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على القصر الرئاسي مرتين، مؤكداً أن هذا يشكل إعلان حرب، لكن سوريا لا تسعى إلى خوض حروب ولا تشكل تهديداً لأي طرف.
وفيما يتعلق بمزاعم حماية إسرائيل للطائفة الدرزية، أكد أن هذه قضية داخلية يجب حلّها قانونياً داخل سوريا، وشدد الشرع على أن تل أبيب يجب أن تنسحب من أي نقطة احتلتها بعد سقوط النظام، مؤكداً أن سوريا لم تستفز إسرائيل منذ وصول الحكومة الجديدة إلى دمشق.
وأكد التزام حكومته بمحاكمة كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين بغض النظر عن انتمائه، مؤكداً أن استخدام كل الوسائل القانونية لمحاسبة بشار الأسد من أولويات الحكومة.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن الانتخابات العامة ستُجرى بعد إعادة بناء البنية التحتية وإصدار الوثائق الرسمية للمواطنين، لضمان حق كل فرد في التصويت، مؤكداً حرص الحكومة على تشكيل مجلس الشعب بطريقة استثنائية تضمن مشاركة المواطنين.
وتطرق الشرع إلى ماضيه، مشيراً إلى أنه في شبابه لم يكن له أي نشاط خارج حدود سوريا، نافياً أي اتفاق سابق مع تنظيم “داعـ,ـش”، وموضحاً أن الأولوية اليوم هي النظر إلى الواقع الحالي بعيداً عن الروايات الإعلامية، معتبراً أن حكومته أنقذت الشعب من قمع النظام المخلوع.
