أطلق عدد من الموقوفين السوريين في سجن رومية بلبنان وكالة إخبارية تحمل اسم وكالة أنباء الموقوفين السوريين في لبنان “سادنا”، لتسليط الضوء على قضيتهم وإيصال أصواتهم وقصصهم إلى الرأي العام المحلي والدولي بعيداً عن مشاهد التمرد والعنف المرتبطة عادة بانتفاضات السجون.
وأعلنت الوكالة عبر حساباتها الرسمية، أنها منصة متخصصة بإنتاج محتوى صحافي وإخباري يوثق أوضاع الموقوفين السوريين، مؤكدة أنها تعتمد خطاباً مهنياً بعيداً عن التضليل أو التهويل، وتنقل القصص مباشرة من خلف القضبان عبر شبكة من المصادر الخاصة.
ونقلت جريدة “القدس العربي” عن خالد سيف أحد مؤسسي الوكالة من داخل السجن، أن الفكرة جاءت كبديل احتجاجي سلمي عن العنف، مؤكداً أن هدف الوكالة يتمثل في اقتراح حلول وتحفيز السياسيين وصناع القرار لمعالجة أوضاع السجناء.
وأضاف سيف أن الخطاب الإعلامي للوكالة لن يكون صداميا مع إدارة السجون اللبنانية، إذ يدرك الموقوفون أن معالجة قضيتهم تتجاوز صلاحيات وزارة الداخلية، التي تعمل وفق إمكانيات مالية ولوجستية محدودة، وأن الحل الحقيقي يحتاج إلى قرارات سياسية على مستوى مجلسي الوزراء والنواب.
ويقوم على الوكالة صحافيون مهنيون متطوعون يعملون في دمشق وبقية المدن السورية لإيصال صوت الموقوفين السوريين عموما، كما ستغظي الوكالة قصص وقضايا السجناء اللبنانيين والفلسطينيين الذين ناصروا الثورة السورية، وستهتم بأخبار السجون اللبنانية بشكل عام بحكم أنها بيئة واحدة تجمع الجميع.
وعقدت الوكالة اتفاقيات تعاون مع عدد من وسائل الإعلام السورية والعربية، التي اعتبرتها شريكاً في إنتاج محتوى يخص قضية الموقوفين السوريين في لبنان.
وبحسب آخر إحصائية صادر عن وزارة الداخلية اللبنانية، فإن سجون لبنان تضم نحو 7500 سجين، بينهم حوالي 2400 سوري، أي أكثر من 30٪ من إجمالي النزلاء.
وأكثر من 80٪ من السوريين الموقوفين ما زالوا بلا محاكمة منذ سنوات طويلة، في حين تواجه البقية محاكمات توصف بالجائرة أو البطيئة؛ وهو ما فاقم معاناتهم الصحية والنفسية.