كشفت صحيفة “ذا ناشيونال”، أن الولايات المتحدة قدّمت للحكومة السورية حزمة حوافز سياسية واقتصادية، مشروطة باتخاذ خطوات لخفض التوترات مع الأقليات، وخاصة في محافظة السويداء.
وبحسب الصحيفة، فقد جرت المباحثات في العاصمة الأردنية عمّان، حيث التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، وزير الخارجية أسعد الشيباني، لبحث التطورات الأخيرة في السويداء.
وأسفرت المحادثات عن اتفاق لتشكيل فريق عمل مشترك يضم سوريا والأردن والولايات المتحدة، لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان استقراره.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية (لم تسمها)، أن واشنطن تسعى لتشكيل تحالف دولي باسم “أصدقاء سوريا” لدعم إعادة الإعمار، بشرط تنفيذ إصلاحات داخلية تشمل تشكيل حكومة شاملة، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، والحد من نفوذ الجماعات المسلحة الموالية، وتعيين شخصيات تكنوقراط بدلاً من قادة عسكريين سابقين في المناصب العليا.
وأوضحت المصادر أن المطلب الأمريكي الأساسي يشمل منح سكان السويداء حرية الحركة والوصول إلى دمشق دون قيود، إضافة إلى تهدئة العلاقات مع الأكراد في شمال شرقي البلاد.
وحذّرت أطراف مطلعة من أن استمرار الحكومة السورية في السماح لما وصفوه بـ”المتشددين” بالتحكم في القرار السياسي والعسكري قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الجنوب، وتشجيع النزعات الانفصالية في الشرق، وعودة البلاد إلى مرحلة الصراعات بالوكالة والتفجيرات.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي رفعت العقوبات عن سوريا بوساطة سعودية-تركية، ترى أن استقرار البلاد أساسي لتجنب مواجهة مباشرة بين أنقرة وتل أبيب، وأن دول الخليج وتركيا والأردن ستكون النواة الأساسية لأي تحالف دولي لدعم دمشق إذا التزمت بالإصلاحات المطلوبة.