كشف تقرير لوكالة “رويترز” أن الرئيس المخلوع بشار الأسد قام خلال الأيام الأخيرة لحكمه باستخدام طائرة خاصة لنقل أموال وممتلكات ووثائق حساسة إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وبحسب التقرير فقد نفذت الطائرة أربع رحلات بين دمشق وأبو ظبي، كان آخرها من قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية، وغادرت في يوم سقوط النظام 8 كانون الأول 2024، بحسب ما أظهرت سجلات تتبع الرحلات الجوية وصورة للأقمار الصناعية، وقد فر الأسد إلى روسيا على متنها.
وأكدت المصادر أن الرحلات تمت عبر مطار البطين في أبو ظبي، المعروف باستقباله للطائرات الخاصة وكبار الشخصيات.
ولم تقتصر الرحلات على نقل الأموال فقط، بل شملت أيضاً وثائق مهمة وأقراصاً صلبة تحتوي على تفاصيل دقيقة حول شبكة المصالح الاقتصادية التي يديرها الأسد وعائلته.
ووفق التقرير فقد تولى يسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي للأسد، الإشراف على ترتيبات استئجار الطائرة الخاصة، حيث تم نقل أصول ثمينة إلى جانب عدد من أقارب الأسد، ومساعديه، وموظفين من القصر الجمهوري، ضمن خطة واضحة لإخراج أبرز أركان النظام إلى الخارج.
وقالت “رويترز” إنها اطلعت على محادثة عبر تطبيق واتساب بين معاونين لإبراهيم، وبيانات لتتبع الرحلات الجوية، وصور أقمار صناعية، وسجلات ملكية شركات وطائرات في ثلاث قارات، لتجميع روايتها عن كيفية قيام أقرب مساعد للأسد بتنسيق المرور الآمن للطائرة.
ونقلت الطائرة حقائب سوداء لا توجد عليها علامات وبها نقد لا يقل عن 500 ألف دولار، بالإضافة إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر محمولة ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات مخابراتية مهمة عن “المجموعة”، وهو الاسم الرمزي الذي استخدمه الأسد ومعاونو إبراهيم للشبكة المعقدة من الكيانات الممتدة في قطاعات الاتصالات والخدمات المصرفية والعقارات والطاقة وغيرها من الأنشطة، وفقاً لمصدر شبكة أعمال الأسد وضابط مخابرات جوية سابق ومحادثة الواتساب.
من جهتها، أكدت مصادر في الحكومة السورية الجديدة عزمها على تتبع واستعادة الأصول التي جرى تهريبها، خاصة تلك المرتبطة بشبكة الأسد المالية، باعتبارها أموالاً عامة نُهبت من الشعب السوري خلال سنوات حكم النظام السابق.