بحث
بحث
الرئيس المخلوع بشار الأسد - انترنت

مسؤولون بالنظام السوري السابق يتحدثون عن الساعات الأخيرة للأسد

كشف مسؤولون بالنظام السوري السابق عن الساعات الأخيرة للرئيس المخلوع بشار الأسد الذي حكم سوريا بقبضة من حديد على مدى 24 عاماً.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤولين كبار قولهم، إنّه عندما بدأت إدارة العمليات العسكرية هجومها على حلب كان الأسد في موسكو حيث تتلقى زوجته أسماء العلاج من السرطان.

وأوضح موظف في “رئاسة الجمهورية” أنّ الأسد لم يحضر جلسة الدفاع عن أطروحة الدكتواره لنجله حافظ رغم حضور جميع أفراد عائلة الأسد.

وبعد أيام قليلة، سيطرت إدارة العمليات العسكرية على مدينتي حماة وحمص، ورغم وجود الأسد حينها في دمشق إلا أنّ الموظفين في القصر الرئاسي لم يروه أبداً.

وأضاف” بعد سقوط حلب لم نلتقِ مع الأسد خلال هذه الفترة نهائياً، وهذا الأمر كان غريباً جداً، وفي منتصف ذلك الأسبوع جمع رؤساء أجهزة المخابرات ليطمئنهم، لكن في الواقع، كان الربان قد غادر السفينة”.

وقال الموظف الرفيع: “بصراحة بعد سقوط حلب، الكل كان مصدوماً، سواء في الرئاسة أو في الشارع، ودخلت مؤسسة الرئاسة في مرحلة ضياع وفقدان المعلومة”.

ونقلت الوكالة عن عقيد في جيش النظام السابق، أنّه تواصل مع عساكر كانوا في حماه قبل دخول إدارة العمليات العسكرية إليها، وأكّدوا له أنّ المدينة محصنة ولن يتمكن أحد من دخولها، وبعد ساعتين تلقى العساكر الأوامر بعدم القتال وإعادة الانتشار باتجاه حمص.

وبالعودة إلى الموظف في الرئاسة الذي أشار إلى أنّه كان يجري الترتيب لتسجيل كلمة سيلقيها الأسد، لافتاً إلى أن الجميع كانوا يعتقدون أنّه خطاب لتعزيز المعنويات والنفوس لطمأنة الناس، وكان هناك حالة إرباك واستعجال حتى يكتمل التجهيز كانت هناك ساعة واحدة فقط لإنهاء كل شيء.

وأضاف: “السبت ظهراً كان كل شيء جاهزاً والبلد كانت في حالة هلع والناس في الطرقات والطوابير طويلة في الصيدليات والأفران، كان الوضع مقلقاً، لكن لم نكن نتخيل أنه إذا كان سيسقط النظام فإنه سيسقط بهذه السرعة وبهذه الطريقة”.

وتابع: “في قصر المهاجرين كان كل شيء جاهزاً مع الإضاءة والكاميرات بانتظار الأسد، لكن جاء أمر مفاجئ أنه بعد كل الاستعجال تم تأجيل الكلمة لليوم التالي”.

وبيّن الموظف في الرئاسة أنّ أحداً لم يكن على علم بأنّه منذ ساعات ظهيرة السبت كانت مكاتب تابعة للجيش تحرق أرشيفها، مضيفاً: “شعرنا بأنّ هناك شيئاً غير اعتيادي، لكن الثقة التي كانوا يتحدثون بها بأنّه في لحظة معينة سوف تنقلب الأمور بآخر لحظة، والكل كان يعتقد أنّ هناك ورقة رابحة لم نلعبها بعد”.

ومساء الأحد، قال مسؤول في إعلام رئاسة الجمهورية للصحافيين إنّ “الأسد سيدلي بتصريح قريباً جداً”، لكنه كان قد توقف عن الرد على الهاتف، وبالمثل فعل وزير الداخلية محمد الرحمون، بحسب الموظف.

وقال الموظف: “بقينا في المكتب حتى الثانية والنصف صباحاً”، موضحاً “كنا ننتظر ومستعدين لأي كلمة أو رسالة للأسد في أي وقت، ولم نترك المكتب ولم نكن نتخيل هذا السيناريو ولم نكن نعرف إن كان الرئيس داخل القصر أم لا”.

وأضاف: “في الساعة الثانية والنصف تماما غادرنا، وصلت إلى ساحة الأمويين، وجدتها ممتلئة بجنود سوريين هاربين ويبحثون عن أي وسيلة نقل، وعددهم بالآلاف، أفواج من المربع الأمني والأركان والأفرع الأمنية، وصلتنا معلومات أنّ قادتهم الصغار أخبروهم أن يفروا وليس القادة الكبار”.

واستطرد بالقول: “فوجئت بالمشهد الذي كان مخيفاً جداً، عشرات آلاف السيارات تتجه إلى خارج دمشق، والناس التي تسير على الطريق أكثر من أولئك بداخل السيارات. شعرت بأنّ الأمان مفقود في هذه اللحظة، كان المشهد كافياً ليجيب على أسئلتي، وعرفت حينها أنّ دمشق سقطت وليس لدينا فكرة عن مكان وجود الأسد وماذا يفعل”.