فرضت ميليشيات النظام المُنتشرة في محيط بلدة حجيرة القريبة من السيدة زينب، أكبر معاقل الميليشيات الطائفية في ريف دمشق، شروطاً عديدة لأهالي وسكان البلدة الراغبين بالعودة إلى منازلهم بعد سنوات على تهجيرهم منها رغم انتهاء العمليات العسكرية فيها قبل سنوات.
ويأتي فتح البلدة أمام الأهالي بعد أشهر قليلة على عودة آلاف المدنيين إلى السبينة المُجاورة، بشروط تعجيزية أيضاً وأولوية لذوي العسكريين والحزبيين والموظفين، مع استبعاد كل من تورط أو عائلته بأعمال ضد النظام السوري أو شارك بقتال ميليشياته.
وحددت بلدية السيدة زينب يوم الثلاثين من حزيران الجاري، موعداً لتنظيف الشوارع الرئيسية والفرعية، على أن يتم ترحيل الردم ومخلفات القصف بشكل مجاني في ذلك اليوم.
وأكدت البلدية فرض غرامات على المتخلفين عن إزالة الركام والردم وتنظيف منازلهم وشوارعهم حال انقضاء المدة المُحددة لعمل الورشات التابعة للبلدية.
ومن المفُترض أن يتم تقييم الأضرار والبدء بإعادة تأهيل المنطقة من قبل محافظة ريف دمشق، أسوة بما جرى في بلدة السبينة المُجاورة.
وفرض النظام شروط كثيرة على الراغبين بالدخول إلى منازلهم أبرزها تقديم عقد الملكية أو الإيجار أو فواتير تحمل اسم مالك العقار في المنطقة، فضلاً عن فرض الحصول على براءة ذمة من فواتير الكهرباء والمياه والهاتف عن خمسة سنوات مضت ودفع رسومها المترتبة على تلك العقارات وتقديم تلك الأوراق إلى الحواجز المُحيطة للسماح لهم بالدخول إلى منازلهم.
وليست المرة الأولى التي يفرض فيها النظام على الأهالي دفع فواتير قديمة خلال فترة تهجيرهم من المنطقة بفعل العمليات العسكرية، كشرط للسماح لهم بالدخول إلى منازلهم.
وقالت مصادر أهلية لـ “صوت العاصمة” إن ميليشيات النظام منعت عشرات العوائل من الدخول إلى البلدة بسبب عدم ورود اسمائهم ضمن القوائم الموافق عليها من قبل الجهات الأمنية ومحافظة ريف دمشق، فضلاً عن وجود أخطاء كبيرة في بيانات الأشخاص المُسجلة على القوائم، حالت دون دخول البعض من المُصرح لهم بسبب خطأ في الاسم أو الرقم الوطني أو ما إلى ذلك.
وتُشكل مسألة فقدان أوراق الثبوتية، نتيجة النزوح المفاجئ الذي جرى قبل سنوات، المُعضلة الأكبر أمام العائدين باتجاه المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخراً، سواء في شرق دمشق أو جنوبها.
وتفرض ميليشيات النظام حضور كافة الورثة في حال وفاة صاحب المنزل خلال سنوات النزوح، أو الحصول على وكالة وإحضار ورقة حصر الإرث المُسجلة قانوناً للسماح للورثة بالدخول إلى منازل ذويهم.
ويرعى الجانب الروسي عمليات إعادة تأهيل تلك المناطق المُحيطة بالسيدة زينب، وتأمين عودة الأهالي إليها وقوفاً في وجه التمدد الإيراني جنوب دمشق وإيقاف مشروع الضاحية الجنوبية التي تسعى إليها الميليشيات الشيعيىة بدعم إيراني.
وكانت الميليشيات الشيعية والإير انية قد سيطرت على بلدة حجيرة في تشرين الثاني 2013، عُقب انسحاب فصائل المعارضة المسلحة منها باتجاه بلدة يلدا إثر تقدم الميليشيات على كافة المحاور بعد أيام من المعارك الدامية.