استعرضت منظمة “العمل ضدّ الجوع” العالمية في تقرير أمس الثلاثاء 15 آذار، الواقع المعيشي للسوريين، والأزمات التي يواجهونها، داعيةً العالم إلى زيادة دعمهم.
وقالت المنظمة في الذكرى السنوية للثورة السورية، إن عدد السوريين المعرّضين لخطر الجوع وصل إلى مستويات قياسية عالية، مشيرة إلى أنّ متوسّط تكلفة المواد الغذائية في البلاد منذ أشهر، هو الأعلى منذ بدء المراقبة.
وتواجه سوريا التي يعاني 60% من أبنائها من انعدام الأمن الغذائي، أزمات متعددة ومترابطة، فيما يحتاج نحو 15 مليون سوري للمساعدات.
وذكرت المنظمة العالمية أنّه في حين خفّت حدّة الصراع النشط إلى حد ما خلال العام الماضي، أدّى التضخم المتفشي والاقتصاد المتعثر بشدة إلى زيادة الاحتياجات لدرجة أنها تفوق قدرة الأسر على التأقلم.
وأضافت أنّ السوريين يستطيعون كل يوم شراء كميات أقل مما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة، منوّهة على أنّ مداخيلهم ومدّخراتهم آخذة بالانخفاض من حيث القيمة مع زيادة تكاليف السلع الضرورية والتي أصبحت بعيدة المنال.
وتنفق الأسر للبقاء على قيد الحياة، أكثر من 50 بالمئة من مدخولها في المتوسّط، بحسب التقرير.
“14.6 مليون شخص بحاجة للمساعدات”
وأشارت المنظمة إلى انعدام شبه تام لوجود الكهرباء، وأزمات النقل وشبكات المياه، محذّرة من أزمة خبز تلوح في الأفق على خلفية الحرب التي شنّتها روسيا على أوكرانيا.
ويعدّ البلدان المتصارعان على تخوم الاتحاد الأوروبي، من أبرز الدول المصدّرة للحبوب والزيوت النباتية، إلا أنّ الحرب الدائرة قد تؤدي إلى نقص إمدادات القمح إلى سوريا التي واجهت أسوأ موجة جفاف منذ 70 عاماً، ما ينعكس على إنتاج قمحها الذي يواجه عدّة تحدّيات.
وأكّدت المنظمة بعد استعراض الواقع السوري، حاجة 14.6 مليون شخص في سوريا إلى مساعدات إنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
ودعت المنظمة الحكومات العالمية على مواصلة وزيادة دعمها للسوريين بدلا من تراجع الاهتمام بهم، وقالت: “يلزم التعافي المبكر والحلول التي تركز على المرونة لمساعدة السوريين على استعادة الأمل والكرامة والاعتماد على الذات”.