كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، في تقرير نشرته الاثنين، 26 تشرين الأول، عن قاعدة بيانات حصلت عليها من قراصنة اخترقوا موقع المديرية العامة لمكافحة التجسس العسكري في فنزويلا، تربط حزب الله بوزير النفط الفنزويلي طارق العيسمي، وبعائلة أنشأ صلاتٍ معها لتسهيل نشاطات غير مشروعة.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن المعلومات التي كشفها منفّذو عملية الاختراق بالتعاون مع مسؤولي المخابرات الإسرائيلية السابقين، تكشف أن عناصر حزب الله يعيشون بحرية في فنزويلا تحت حماية حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء شبكة القرصنة، قوله إن عناصر حزب الله دخلوا البلاد كطلاب يتحدثون الإسبانية تحت غطاء “برامج دراسات اللغة الحكومية” عبر جزيرة مارغريتا، مشيراً إلى أنهم متورطون في تهريب الأسلحة والمخدرات، وكذلك غسيل الأموال، لغرض تمويل الإرهاب.
وأضافت التسريبات أن العديد من العناصر الذين يساعدون الحزب هم من عائلة مقلد، وهم في الأصل من السويداء السورية، وعلى رأسهم “جلال مقلد” المتورط بتجارة الكوكايين وتهريب المعادن الاستراتيجية وتمويل الإرهاب الدولي، موضحة أنه يقيم في ولاية نويفا إسبارطة الفنزويلية.
وجاء في قائمة التسريبات، اسم المدعو “ربيع مقلد”، المتورط في تجارة الكوكايين والمعادن الاستراتيجية، والاتجار بالنساء والقصّر، وكذلك غسيل الأموال لتمويل الإرهاب، وهو يُعدّ أحد رؤساء الجريمة المنظمة الذين لديهم علاقات تجارية في كولومبيا، إلى جانب شخص آخر يدعى “مجدي مقلد” المتورط في تجارة الكوكايين وتهريب الأسلحة والذخيرة.
وورد في قاعدة البيانات أيضاً، اسم حيان المثاني، وهو ناشط آخر في المجتمع الدرزي ويقيم في نويفا إسبارطة، وأحد المتورطين بجرائم مماثلة لأبناء عائلة “مقلد”، إضافة لتجارة الأسلحة والذخيرة مع “جزر العذراء” البريطانية والجزر الهولندية في البحر الكاريبي.
وقال مصدر في جزيرة مارغريتا إنه يعرف بعض الأفراد المذكورين في التقرير شخصياً، مبيّناً أن عملاء ناشطين في المخابرات العسكرية كان لهم دور في تسريب التقرير.
وأكّد المصدر أن عائلة مقلد عاشت هناك منذ أربعة أجيال، لكن العلاقات مع حزب الله توطدت منذ وقت ليس ببعيد، موضحاً أنهم المالكون الوحيدون للمطار المحلي في سانتياغو مارينيو، ولديهم علاقات مباشرة مع وزير النفط طارق العيسمي.
وختم المصدر: “إنهم محميون للغاية ولا يخرجون من الجزيرة. إنها ببساطة مملكتهم وهم يتمتعون بالحصانة”.
ويُعتبر العيسمي أحد أقوى المسؤولين في فنزويلا. فإلى جانب كونه وزيراً، يُعّد من أقرب المقربين لمادورو. ووفقاً لملف سري جمعه عملاء فنزويليون عام 2019، فقد ساعد العيسمي وعائلته السورية الأصل في تسلل مقاتلي حزب الله إلى فنزويلا، وانخرطوا في العمل مع تجار مخدرات وقاموا بحماية 140 طناً من مواد كيميائية يُعتقد أنها تستخدم لإنتاج الكوكايين، ما ساعد في تكوين إمبراطورية ضخمة في وقت كانت فيه البلاد تعاني فيه من الفوضى والفقر ونقص كبير في الدواء والغذاء.
وسبق أن اتهمت واشنطن طارق العيسمي، بمنح وثائق رسمية لعناصر تابعين لحزب الله اللبناني، من أجل تسهيل مشاركتهم في تجارة المخدرات.
وفي عام 2017، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على العيسمي بسبب غسل الأموال وتسهيل تجارة المخدرات. وبعد ذلك بعامين، في عام 2019، تم إدراجه في قائمة المطلوبين من قبل سلطات الهجرة والجمارك الأميركية.