تتواصل حركة قوافل المُهجّرين قسرياً من الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى معبر قلعة المضيق في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. ووصلت الثلاثاء إلى قلعة المضيق، قافلة مكونة من 105 حافلات تُقلُ 6768 مُهجّراً، هي الدفعة الثالثة من القطاع الأوسط في الغوطة، نحو الشمال السوري، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
المخيمات المؤقتة لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من مُهجّري الدفعة الثالثة، لذلك تم توزيعهم على مناطق مختلفة في ريفي حلب الغربي وإدلب؛ في الأتارب ومعرة النعمان وسراقب ودارة عزة ومدينة ادلب وأريحا، والمخيمات الحدودية.
مخيمات الإقامة المؤقتة؛ ساعد وميزناز، باتت مكتظة بالمهجرين، بعدما استقبلت الآلاف منهم خلال الأيام القليلة الماضية. المجالس المحلية في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب قامت بمبادرات استجابة طارئة، وبدأت باستقبال المهجرين في منازل تم تخصيصها مسبقاً، وفي منشآت عامة، وفي المخيمات الواقعة على أطراف المدن والبلدات.
وكانت الدفعة الثانية من مهجري القطاع الأوسط في الغوطة قد وصلت إلى إدلب، الإثنين، وبلغ عدد المهجرين فيها 5314، تم توزيعهم على معرة النعمان والأتارب وأريحا، أما الدفعة الأولى فقد وصلت إلى إدلب، الأحد، وعدد المهجرين فيها بلغ 1009 أشخاص استقبلهم المجلس المحلي في معرة النعمان.
وصول دفعات المهجرين من عربين في القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية إلى إدلب سبقه وصول دفعتين من المهجرين من حرستا. الدفعة الأولى وصلت، الجمعة، وعدد المهجرين فيها وصل إلى 1908 وتم استقبالهم في مخيم ميزناز المؤقت قرب قرية كفر حلب، أما الدفعة الثانية من مهجري حرستا فقد وصلت السبت، وبلغ عدد المُهجرين قسرياً فيها 3290 شخصاً، ممن تم استقبالهم في مخيم ساعد المؤقت.
وفي منتصف آذار/مارس، وصلت ثلاث دفعات من مهجري حي القدم الدمشقي إلى ادلب وريف حلب. الدفعة الأولى تألفت من 1055 مُهجّراً، في حين ضمّت الدفعة الثانية 303 ممن لم يسمح لهم الدخول إلى منطقة “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي الشرقي. أما الدفعة الثالثة من مهجري القدم فقد ضمّت 93 شخصاً. وتم استقبال الدفعات الثلاث من مهجري حي القدم في مخيمي ساعد وميزناز المؤقتين.
مجموع ما وصل من مهجرين منذ بداية آذار/مارس، وحتى الآن، من حي القدم والغوطة الشرقية، بلغ 22992 شخصاً، بينهم مقاتلون تابعون للفصائل وعائلاتهم ومدنيون. والعدد الإجمالي يشمل الدفعة الرابعة من مهجري القطاع الأوسط التي يتوقع وصولها الأربعاء.
مصدر خاص من “منسقي الاستجابة” في شمال سوريا، أكد لـ”المدن”، أن أعداد المُهجّرين الكبيرة تطلبت تضافر جهود جهات محلية وإغاثية متعددة في ادلب وريف حلب، لتأمين المأوى. المجالس المحلية قامت بجهود جبارة خلال الأيام القليلة الماضية وحلت مشكلة كبيرة بعدما أصبحت المخيمات غير قادرة على استقبال المهجرين.
وأوضح المصدر أن فريق التنسيق يواجه بعض الصعوبات في تأمين الحاجات الأساسية للمهجرين من لباس وطعام، وأغطية وغيرها من المستلزمات المستعجلة التي تحتاجها العائلات ويعود ذلك لقلة الجمعيات والمنظمات التي تعمل في الوقت الحالي على إغاثة المهجرين القادمين من الغوطة.
المصدر: جريدة المدن