بحث
بحث
بيان وفاة لأحد المعتقلين في سجون النظام ـ سوريون من أجل العدالة والحقيقة

منظمة حقوقية توثّق موجة من إخطارات الوفاة لعشرات المعتقلين لدى النظام

بينهم سيدة من دمشق توفيت بعد شهرين من اعتقالها، وأخرى من دوما قضت بعد شهر واحد

وثّقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”  العشرات من حالات الوفاة لمحتجزين/ مختفين قسراً في مراكز الاحتجاز التي يديرها النظام السوري، منها 5 حالات في دمشق وريفها.

وذكرت المنظمة الحقوقية في تقريرها الصادر أمس الإثنين 1 شباط، أنّ دوائر السجل المدني في محافظات سورية يسيطر عليها النظام منها دمشق وحمص وحماة ودير الزور، سجّلت عشرات المعتقلين على أنّهم وفيات.

ورصدت المنظمة الحالات التي تم تسجيلها في السجل المدني خلال الفترة الممتدة من “النصف الثاني من العام 2019، وحتى أواخر شهر تشرين الثاني 2020”.

وسجّلت دوائر السجل المدني في دمشق وريفها، وفاة 5 محتجزين (على الأقل) بينهم امرأتان، في سجون الأجهزة الأمنية، بحسب التقرير الذي أكّد أن ذويهم تسلموا وثائق وفاتهم.

ومن إجمالي الإخطارات الخمسة، توفيت سيدة من دمشق بعد شهرين فقط من احتجازها، فيما توفيت السيدة الأخرى بعد شهر واحد من الاحتجاز، وقالت المنظمة إن العديد من الضحايا توفوا بعد فترة قصيرة من اعتقالهم.

ولفت التقرير إلى أنّ الدوائر في مدينتي حمص وحماة سلّمت “العشرات من وثائق الوفاة لعائلات محتجزين في سجون الأجهزة الأمنية، دون أن تحصل عائلات الضحايا على معلومات إضافية حول حيثيات وفاتهم أو أماكن دفنهم، باستثناء بيان الوفاة الذي سُجّل فيه تاريخ الوفاة وبعض المعلومات الشخصية الأخرى”.

أمّا في مدينة دير الزور فقد بلغ أعداد الضحايا المحتجزين ممن وردت أسماءهم في إخطارات الوفاة نحو 370 شخصا بينهم 28 امرأة.

ووفت دوائر السجل المدني في محافظتي درعا والقنيطرة ما لا يقل عن 54 محتجزا خلال الفترة الممتدة بين آب 2018، وتشرين الاول 2020.

وخلافاً لما هو معتاد، فلم تبلغ سلطات النظام العائلات السورية بوفاة أبنائها “بل إنّ الكثير منهم علم بمحض الصدفة، عندما ذهبوا إلى دائرة السجل المدني من أجل استصدار أوراق خاصة بهم، كبيان القيد العائلي، حيث صُدموا عندما شاهدوا كلمة “متوفي” تحت أسماء آبائهم أو أبنائهم أو أزواجهم”، بحسب المنظمة.

ولم يتم تزويد عائلات الضحايا بأي معلومات تتعلق بوفاة أبنائهم في أغلب الأحيان، كما أنه “لم يتم ذكر أي توضيحات حول كيفية وفاتهم أو معرفة مكان دفنهم أو حتى تسليمهم لرفات الضحية”.

لكنّ بعض الحالات وهي “قليلة جدا” تمّ فيها إبلاغ عائلات الضحايا بوفاة ذويهم عبر جهات أخرى، مثل “جهاز الشرطة” و”مختار الحي” أو “الأجهزة الأمنية السورية” نفسها، وتمّ تسليمهم جثث البعض الآخر.

وتوفي العديد من المعتقلين بعد فترة قصيرة من احتجازهم، كما جرى مع إحدى المعتقلات التي توفيت عقب شهرين فقط من احتجازها في مدينة دمشق، فيما سٌجّلت وفاة محتجزة أخرى من مدينة دوما عقب شهر واحد من فترة احتجازها.