التقى رئيس الاستخبارات التركية “هاكان فيدان”، برئيس مكتب الأمن الوطني في حكومة النظام “علي مملوك” في موسكو الأسبوع الفائت، خلال زيارة أجراها برفقة وزيري الخارجية والدفاع، وبدعوة روسية، كان من المُتوقع أنها تهدف لمناقشة جدول أعمالهم في القضية الليبية.
ويُعتبر اللقاء الاجتماع التركي السوري الأول على المستوى الرفيع منذ عام 2011، حين التقى وزير الخارجية التركي الأسبق “أحمد داوود أوغلو” برأس النظام السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق.
مساعي النظام السوري التي هدف لإعلام العالم بإتمام اللقاء كانت واضحة في خطوات عدة، ولا سيما في التقارير التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” باللغتين التركية والإنجليزية حول اللقاء.
وقالت سانا في نسخة التقرير التركية، أن رئيس مكتب الأمن القومي السوري “علي مملوك” حث الجانب التركي الذي يمثله رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية “هاكان فيدان” على الالتزام باتفاق مؤتمر سوتشي الذي عُقد أواخر عام 2018.
موقع المونيتور الأمريكي نقل عن مصادر في العاصمة التركية أنقرة، إن الاجتماع جرى بعد اقتراح قدمه الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بتحسين مستوى الاتصالات بين تركيا وسوريا، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس التركي في الثامن من الشهر الجاري في إسطنبول.
وأضاف الموقع أن ممثل النظام السوري، حثَّ أنقرة على تحديد جدول زمني لسحب القوات التركية من سوريا، بدءاً من جنوب إدلب، ثم من عفرين والمثلث بين جرابلس والراعي والباب وأخيراً من شمال شرق سوريا، إضافةً للمطالبة بالالتزامات التي تعهدت بها تركيا بما يخص ضبط فصائل المعارضة في المنطقة الفاصلة، ومحاربة هيئة تحرير الشام، وفتح طريق حلب- اللاذقية، وطريق حلب- حماة، ما يشير إلى رغبة النظام السوري في إخلاء النقاط التركية شمال حماة وجنوب إدلب.
الجانب التركي أقرَّ خلال الاجتماع بأن بلاده تحترم وحدة الأراضي السورية، وأن وجودها العسكري في سوريا مؤقت، وأنها بحاجة لوضع استراتيجية مشتركة مع النظام السوري ضد قوات سوريا الديموقراطية في الفترة المُقبلة، وخاصة في ظل تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في مناطق شرق الفرات، وإمكانية تعزيز تعاونها العسكري مع ميليشيا “YPG” في المنطقة.
تعزيز التعاون والتنسيق بين أجهزة المخابرات في البلدين، والتنسيق بشأن استخدام المجال الجوي في شمال سوريا، من بين المواضيع المطروحة خلال الاجتماع، إلى جانب المطالبة التركية بتأمين هدنة عاجلة في إدلب، بسبب الخسائر المتزايدة جراء العمليات العسكرية فيها.
ورجَّح الموقع تحسن العلاقات التركية السورية عبر الاتصالات بين مسؤولي المخابرات والأمن، معتبراً الاجتماع بداية لمرحلة جديدة، حيث قبلت تركيا بالنظام السوري كمحاور، بعد قرابة الـ 9 سنوات على تجاهله واعتباره عدو لها.
الاجتماع بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ورأس النظام السوري “بشار الأسد” خلال العام الجاري مستبعد تماماً، على الرغم من تصريح الأخير نهاية العام الفائت، بقبوله الاجتماع بالرئيس التركي إذا كان هذا الاجتماع يخدم مصالح سوريا، إلا أن تغيير نمطية الحكومة التركية في تناول الملف السوري، تشير إلى أنها تسعى لإعادة العلاقات مع سوريا من جديد، بحسب الموقع.
ورأى الموقع أن تركيا مستعدة للتخلي عن مطالبها شمال سوريا، مقابل اشتراك حكومة النظام معها للقضاء على قوات سوريا الديموقراطية من جهة، والجهود الروسية للحد من قوات “خليفة حفتر” في ليبيا، مشيراً إلى أن تحليله متوافقاً مع التوقعات الروسية.