قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الخميس، إن إيران تتجه لنقل مركز تزويد الأسلحة لسوريا من مطار دمشق الدولي إلى قاعدة “تي فور” الجوية، البعيدة عن العاصمة دمشق.
وأضافت أن “الحرس الثوري الإيراني، الذي يدير هذه العملية، سينقل، على ما يبدو، المركز إلى قاعدة تي فور الجوية بين حمص وتدمر.
وربطت الصحفية بين قرار إيران، وموجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على حرم المطار ومُحطيه، مؤكدة أن تلك الموجة من الهجمات تسببت بتوتر بين إيران من جهة، ونظام الأسد وموسكو من جهة أخرى، لأنها قوضت مُحاولة الروس ونظام الأسد خلق الانطباع بأن النظام أعاد الاستقرار إلى البلاد.
مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة” أكدت أن الروس يُمارسون ضغطاً كبيراً على الإيرانيين في سوريا، لإزاحتهم عن مطار دمشق الدولي، منذ مطلع العام الجاري، خاصة مع فتح بعض السفارات العربية في دمشق، ونية دولها تسيير رحلات جوية باتجاه المطار.
المصادر أكدت أن الروس أرسلوا أكثر من تحذير للجانب الإيراني، بضرورة الابتعاد عن استخدام المطار المدني للعاصمة السورية لأغراض عسكرية، ونقل السلاح والمُقاتلين الشيعة، واستخدام المطار كقاعدة للاجتماعات ومركزاً لإدارة العمليات العسكرية.
التجاهل الإيراني لطلبات الروس المُتكررة، حفزّتهم لإبلاغ الجانب الإسرائيلي بتحركات الإيرانيين في مُحيط مطار دمشق الدولي سرّاً، وفقاً لمصادر خاصة لـ صوت العاصمة، على أن يتم تكثيف استهداف الشحنات العسكرية ومراكز الميليشيات الإيرانية في مُحيط مطار دمشق الدولي، وهو ما أعلنه الإسرائيليون صراحةً إبان القصف الأخير، بأن تنسيق على مستوى عالٍ جرى بينهم وبين الروس قبيل الغارات على مُحيط دمشق.
وكان الروس قد طلبوا من اسرائيل إيقاف قصف مطار دمشق الدولي، في 18 من كانون الثاني المنصرم، مؤكدين أن شركات روسية تستعد لتأهيل المطار، ليكون جاهزاً لاستقبال عدد من شركات الطيران، لكن استمرار إيران باستخدام المطار لنقل الشحنات العسكرية بشكل مُستمر، حال دون توقف هذا القصف، فقد تعرض المطار بعد يومين من الطلب الروسي لغارات مُكثفة استهدفت قواعد دفاع جوّي ومستودعات تخزين مؤقت للميليشيات الشيعية.
وقالت هارتس في تقريرها إن إيران صعدت تدريجياً من الوجود الذي انشأته منذ سنوات في مطار دمشق الدولي، بموافقة من نظام الأسد، خلال ما يقارب ثماني سنوات، من الحرب الذي وصفتها الصحيفة بـ “الأهلية”
وأضافت: “لدى فيلق القدس في الحرس الثوري، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، مجمع خاص داخل المطار، على بعد عشرات الأمتار فقط من المعبر الذي يدخل منه المسافرون والسياح إلى سوريا”.
وذكرت الصحيفة أنه “يوجد بجوار المطار المدني مبنى غلاس هاوس (البيت الزجاجي) المؤلف من سبعة طوابق، والذي تم بناؤه في الأصل كفندق”. وقالت: “في السنوات الأخيرة، خدم غلاس هاوس كمقر تدير إيران من خلاله عملياتها في سوريا. الوصول إليه محظور. وتقع مخازن الأسلحة، بما في ذلك اثنين من المخابئ تحت الأرض في مكان قريب”.
وأضافت: “يتم تهريب أسلحة الحرب، من الذخيرة إلى صواريخ أرض جو إلى معدات لتحسين دقة صواريخ حزب الله الموجهة، إلى مطار دمشق على متن طائرات مستأجرة من شركات إيرانية خاصة من قبل الحرس الثوري”.
وتابعت: “يتم تخزين شحنات الأسلحة من ساعات إلى أسابيع، قبل نقلها بالشاحنات إلى حزب الله في لبنان، أو إلى قواعد الجيش الإيراني في سوريا، أو إلى الجيش السوري نفسه”.
وقالت الصحيفة: “منطقة المطار محمية بواسطة بطاريات صواريخ سام، والتي لديها أيضا صواريخ SA-22. وقد تم تفعيل نظام الدفاع الجوي السوري بشكل مكثف خلال معظم الهجمات الإسرائيلية في المنطقة”.
وخلال الجولة الأخيرة من الهجمات الاسرائيلية أواخر كانون الثاني، تم تدمير عدد كبير من قاذفات الصواريخ السورية التي كانت تطلق النار على الطائرات الإسرائيلية، بحسب “هآرتس”.
وكان مسؤولون إسرائيليون أعلنوا في أكثر من مناسبة في الأشهر الماضية إن تل أبيب عاقدة العزم على إحباط عمليات تهريب الأسلحة ومحاولات إيران التموضع عسكريا في سوريا.
وقالت الصحيفة: “تقول إسرائيل إن النشاط الإيراني في المركز الجوي الدمشقي ينطوي على تهريب واسع للأسلحة، ما يعرض الركاب المدنيين والملاحة الجوية للخطر وكذلك استقرار نظام الأسد، كما أن الوجود الإيراني ينتهك الوعد الروسي بإبقاء الإيرانيين على الأقل على مسافة 80 كيلومتراً من حدود إسرائيل، والمطار يقع على بعد حوالى 50 كيلومتراً فقط”.
وأضافت: “سلسلة الهجمات الأخيرة في مطار دمشق، وبعضها تم في وضح النهار وتم توثيقها من قبل الصحافة الدولية، تسببت في بعض الإحراج للدائرة المحيطة بالأسد، في مواجهة روسيا أيضا”.