قال كبير الخبراء الأمريكيين في المجلس الأطلسي، ريتش أوتزن، إنّ بشار الأسد يعتمد على الإيرانيين وميليشيا حزب الله للبقاء في السلطة، بينما تحتاج طهران إلى سوريا كوكيل وقاعدة لإسقاط قوتها.
وأوضح أوتزن في تصريحات لموقع الحرة، الثلاثاء 19 تشرين الثاني الجاري، أنّ الأسد لا يمتلك خيارات جيدة بينما تُنفّذ إسرائيل هجمات ضد الأهداف المرتبطة بإيران في الأراضي السورية.
وأضاف: “سيكون من الحكمة تجنب استخدام أي أصول عسكرية سورية لشن هجمات انتقامية ضد إسرائيل في جميع الأحوال”.
وأشار إلى “نجاح إيران في دمج مستشاريها الاستخباراتيين والعسكريين بشكل واسع في الأجهزة الأمنية السورية على مدى عقود، ومن المرجح أنّ يستمر هذا الحضور طالما ظل النظام الحالي يحكم في طهران”.
ورأى باحثون أنّ قرار الحياد والنأي بالنفس الذي اتبعه النظام السوري إزاء ما جرى في المنطقة خلال العام الماضي، كان مدفوعاً باعتبارات تتعلق به وبحلفائه.
وأشار آخرون إلى عقبات وخشية ارتبطت على نحو كبير بالعواقب التي قد تسفر عنها أي عملية انخراط، ولو على مستوى اتخاذ مواقف متشدّدة.
وقال خبراء نقل عنهم الموقع أنّ التحركات الإيرانية الأخيرة فيما يتعلّق بسوريا لافتة، مشيرين إلى أنّها ترتبط بـ “خشية ما باتجاهين”، لا سيما أنّ بشار الأسد “بات تحت الضوء كورقة رابحة بين محورين”.
وذكر الأكاديمي السوري المختص بالشأن الإسرائيلي، خالد خليل، أنّ الزيارات الأخيرة المتبادلة بين النظام السوري وإيران في غضون أسبوع واحد تصب في إطار “محاولة إيرانية لإعادة الأسد إلى المحور الذي حمى نظامه”.
واعتقد خليل أيضاً أنّ إيران تريد أن تستوفي الخدمات التي قدمتها للنظام السوري “بعدما شق عصا الطاعة باقترابه من المحور العربي، وفي ظل محاولات أميركية لخلق معادلات جديدة في المنطقة”.
ويُضاف إلى ما سبق – وفقاً للأكاديمي السوري – أنّ “الرسائل الإيرانية التي نشرت عنها وسائل إعلام تحمل تحذيرات مبطنة بتهديدات”.
وقال إنّ التحذيرات “لا تصل إلى حد تهديد النظام بنفسه وإزالته، بل يشوبها نوع من المساومات تحاول فرضها إيران على الأسد، كونها تحكمه بالكثير من الديون”.
ووصل علي لاريجاني أحد مستشاري المرشد الإيراني الخميس 14 تشرين الثاني الجاري، إلى العاصمة دمشق التقى خلالها بشار الأسد، وفي اليوم ذاته استهدف الجيش الإسرائيلي مواقع لـ “حركة الجهاد الإسلامي” في حي المزة وقدسيا، أسفرت عن مقتل 9 من أعضائها بينهم قياديين اثنين.
وفي مقابلة تلفزيونية، قال لاريجاني الذي توجّه في اليوم التالي من دمشق إلى بيروت، إنّه نقل رسالتين مباشرتين من خامنئي إحداهما للأسد والأخرى إلى مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
وبعد يومين، استقبل بشار الأسد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، في لقاء هو الثاني من نوعه مع مسؤول إيراني خلال 48 ساعة.
ليتوجه، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية في حكومة النظام السوري بسام صباغ إلى طهران في زيارة رسمية، التقى خلالها نظيره الإيراني عباس عراقجي ومسؤولين آخرين.