بحث
بحث

اتفاق يلفّه الغموض جنوب دمشق.

صوت العاصمة – خاص 

تتضارب الأنباء حول ماهية الاتفاق المُبرم جنوب دمشق بين النظام السوري وتنظيم داعش جنوب دمشق، تزامناً مع وقف كامل لإطلاق النار والطلعات الجوية منذ 24 ساعة تقريباً.

ويستمر الإعلام الرسمي للنظام بنفي أي مفاوضات مع التنظيم، فيما قال إعلاميون موالون أن حافلات وصلت مشارف مخيم اليرموك فجر اليوم، الأحد، لتقل “مسلحي” داعش وعوائلهم نحو البادية السورية.

مصدر خاص لـ “صوت العاصمة” أكد أن الجانب الروسي أرسل وفداً إلى التنظيم بناء على رغبة الأخير بالخروج من المنطقة بعد انحسار المساحات التي يُسيطر عليها في مخيم اليرموك والتضامن، وفقدان أجزاء كبيرة من حي الحجر الأسود ودمار معظم مستودعات التسليح والإطعام الخاصة بالمجموعات المُقاتلة نتيجة الاستهدافات الجوية المكثفة من قبل الطيران الروسي.

وقال المصدر أن الصيغة الأولية للاتفاق تم وضعها بوقف إطلاق نار بدأ ظهر السبت ويستمر حتى الانتهاء من ترحيل عناصر التنظيم، لكن أمور عديدة تجري المُباحثة فيها حتى الآن، تخص عمليات إخراج المدنيين بداية قبل خروج العناصر المُسلحين، وتسليم خرائط المنطقة وتفكيك كافة الألغام الموضوعة ضمن المنازل والشوارع قبل انسحاب التنظيم، فضلاً عن تسليم كافة الأسلحة الثقيلة والسيارات المُصفحة.

وبحسب المصدر المطلع على سير عمليات التفاوض، وفي تصريح خاص لـ “صوت العاصمة” فإن المُباحات قد تتعرقل بسبب رغبة بعض المدنيين الموجودين في المنطقة بالخروج باتجاه دمشق أو بلدات الجنوب المجاورة وعدم الخروج باتجاه البادية السورية، المكان المفترض أن يتم إخلاء عناصر داعش باتجاهه.

المصدر أكد أن التنظيم طلب أن تتم عملية الإخلاء ليلاً وبدون تغطية إعلامية بشكل نهائي أو حديث عن ماهية الاتفاق، فيما طالب النظام بعدم بقاء أي مدني أو مُسلح في مناطق سيطرة التنظيم وأن لا تسويات أو مُصالحات ستشمل من بقي في مخيم اليرموك حتى هذا الوقت. 

وقال مراسلنا جنوب دمشق صباح اليوم، الأحد، أن الدخان الأسود الذي يغطي مناطق سيطرة التنظيم ناجم عن حرق مستودعاته ومكاتبه الإدارية، فضلاً عن انفجارات تُسمع بين الحين والأخرى إثر تفجير مستودعات ذخيرة وبعض الألغام المزروعة في الطريق المفترض للخروج.

وبالرغم من التأكيدات على قدوم الحافلات إلى مشارف المخيم والتوصل إلى صيغة مبدئية للاتفاق، يستمر الإعلام الرسمي للنظام (سانا) بنفي كافة المفاوضات مع التنظيم، مُشيراً إلى أن العمليات العسكرية مستمرة، رغم الهدوء الذي يسود المنطقة منذ أكثر من 24 ساعة، لم يمضي مثيلها منذ بدء العمليات العسكرية على مخيم اليرموك قبل شهر تقريباً.

مصادر أهلية مقربة من التنظيم رجحت لـ “صوت العاصمة” تنفيذ الاتفاق بشكل سرّي وخروج عناصر التنظيم ليلاً وبدون ضجة إعلامية، ليتم بعدها إعلان المنطة “مطهّرة” بشكل كامل وخالية من التنظيم “الإرهابي”، وذلك بعد الخسائر الكبيرة التي تعرّض لها النظام خلال شهر واحد بأكثر من 1000 قتيل من جيشه وميليشياته الموالية، ومطالبات شعبية بمسح مخيم اليرموك بمن فيه، فضلاً عن صعوبة التصريح حول التفاوض مع أخطر تنظيم مصنّف إرهابياً على مستوى العالم.

ومن المفترض أن تحمل الساعات المُقبلة رؤية أوضح لما سيحصل في مخيم اليرموك، فإما أن تتم عملية الإخلاء سراّ أو يتم التصريح عنها، أو تستأنف العمليات العسكرية مجدداً.

اترك تعليقاً