بحث
بحث

موسكو تكلف حسام لوقا بالإشراف على خلية استخباراتية

أجرى رأس النظام السوري بشار الأسد تغييرات واسعة داخل أجهزة المؤسسات الأمنية طالت عدداً من كبار القادة الأمنيين على رأسهم اللواء محمد ديب زيتون، وتكليف حسام لوقا بإدارة المخابرات العامة أو ما يعرف بأمن الدولة، وتعيين نائبه ناصر العلي بديلاُ عنه في إدارة شعبة الأمن السياسي، وتعيين اللواء ناصر ديب رئيساً لإدارة الأمن الجنائي في سوريا وفق تخطيط أمني روسي-سوري.

وقالت صحيفة القدس العربي إنها حصلت على وثيقة مسربة من إدارة المخابرات العامة في دمشق، وتكشف الوثيقة عن أسباب موجة الإقالات والتعيينات الخاصة بأعلى مستويات مناصب الدولة، وتعزز الشبهات بأن استبدال وجوه حجارة الشطرنج الكبيرة، لأغراض تجسسية من نوع مختلف، صار النمط السائد في النظام السوري طالما هو تحت القبضة الروسية.

وأضافت أنه وبشحطة قلم روسية، سقط اللواء محمد ديب زيتون من قائمة المحظوظين، وتسلم خلفاً عنه حسام لوقا- رئيس إدارة المخابرات العامة في سوريا “أمن الدولة” الجديد – بعد نجاحه بالمهمة التي أوكلته إياها موسكو، حسب الوثيقة المسربة، “التشكيل والإشراف على خلية استخباراتية تعمل لصالح الأمن الروسي، ومهمتها الرصد والتجسس في البادية السورية بالقرب من قاعدة التنف العسكرية” جنوب شرقي سوريا في المثلث الحدودي الذي يربطها مع العراق والأردن.

وتنحصر أعمال الخلية التجسسية “الروسية” بمراقبة قواعد وقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وتحركاتهم وانتشارهم، في قاعدة التنف، كمهمة رئيسية. أما على الهامش، فيضاف إلى ذلك مراقبة مجموعات فصائل المعارضة العاملة في المنطقة، وذلك بالتنسيق المباشر مع الاستخبارات الروسية المتمركزة في دمشق.

وشكل لوقا المجموعة الأمنية من75 عنصراً، وأرسلهم إلى مدرسة الشرطة في مدينة دير الزور لاتباع دورة “رفع مستوى” لمدة شهر، ومنح عناصر الدورة إجازة مدتها يومين ثم عادوا لاتباع دورة استطلاع في شعبة الأمن السياسي، مدتها شهران.

وحسب الوثيقة المسربة، فإن كافة العناصر الذين جرى اختيارهم يحملون شهادات علمية (الإلكترون، الكهرباء، الكمبيوتر ) وجميعهم من فئة العناصر الحاصلين على شهادات عملية عالية المستوى، كما أنهم من ملاك شعبة الأمن السياسي، وسبق أن خدموا بأفرع الاتصالات، وقد خصص لهم الرائد هيثم محمود، كمدرب خاص من وزارة الداخلية.

وكشفت الوثيقة أن عناصر الدورة، دربوا على نهج القوات الخاصة، بالإضافة إلى التدريب على الرمي والقناصات، وعمليات الخطف والاعتقال والقنص، وأسر المطلوبين.

وفي نهاية الدورة، تم انتقاء 60 عنصراً فقط، وجرى استثناء 15 آخرين لعدم اجتيازهم الدورة بدرجة امتياز، فيما يرجح مصدر أمني مطلع لـ “القدس العربي”أن سبب إعفائهم يعود لعدم كفاءتهم على تنفيذ المهام الموكلة إليهم.

وبعد دورة رفع المستوى، خضع العناصر الـ 60 لدورة استطلاع، وكانت في مقر كلية الشرطة في دمشق، بإشراف ضابط روسي رافقه مترجم للغة العربية من ملاك شعبة الأمن السياسي من مدينة حمص، المساعد أول عادل إبراهيم، حصلوا فيها على تدريبات استخباراتية، وتم تدريبهم فيها على استخدام أجهزة تجسسية واستخدام الطائرات المسيرة بدون طيار المزودة بالكاميرات.

وإعادة شحن الطائرات المسيرة المركزية، وتبديل الخلايا والبطاريات والتعامل مع شرائح التتبع للآليات والعربات المعادية، وهي شرائح صغيرة، أبعادها الطول والعرض 2.2وسماكتها أقل من 1سم، يتم لصقها من جانب واحد، وتلتصق ذاتياً بعد نزع الغلاف عنها.

وتركيب قواعد التنصت، وهي علب صغيرة موصولة بهوائيات، يقال إن بإمكانها رصد كافة الموجات اللاسلكية والخلوية.

ووفقاً لما كشفته الوثائق المسربة، فإنه بعد انتهاء الدورة، باشر مجموعة من العناصر في تنفيذ مهامهم، قسم داخل البادية عن طريق السويداء، والقسم الأكبر توزع على الحسكة، ودير الزور، والرقة. كما أشارت الوثائق إلى تواجد 15 عنصراً في منطقة التنف.

وبحسب المصدر الأمني فإن لوقا انتقى العناصر من أبناء العائلات المقربة والموثوقة لدى النظام السوري، وغالبيتهم من دير الزور، والحسكة، من أبناء العشائر، مع وجود عدد من الشراكس وأبناء ريف حمص. ويحصل عناصر المهمة على مبلغ مالي مضاف إلى مرتبهم الشهري، يصلهم مباشرة من القاعدة حميميم الروسية.

اترك تعليقاً