بحث
بحث

حجيرة: لا عودة للأهالي وشراء عشرات العقارات لصالح الشيعة

صوت العاصمة – خاص

تشهد مناطق الجنوب الدمشقي، المحيطة بالسيدة زينب، منذ خروج فصائل المعارضة وانتهاء العمليات العسكرية في أيار 2018، عمليات بيع كبير للعقارات من أصحابها الأصليين لصالح شخصيات محسوبة على الميليشيات الشيعية وإيران.

وتتركز عمليات الشراء بشكل رئيسي من قبل أهالي قرى كفريا والفوعة في الشمال السوري، والذين تم نقلهم إلى مناطق سيطرة النظام بعد حصار طويل من فصائل المعارضة، انتهى بتفريغ المنطقة وتسليمها للفصائل.

بلدة حجيرة واحدة من البلدات التي هجّرت الميليشيات الطائفية أهلها منذ 2013، ومنعهم النظام من العودة إليها بعد انتهاء العمليات العسكرية، حيث يقتصر دخول الأهالي إلى منازلهم على الزيارة فقط والخروج في اليوم ذاته، ويمنعون من الاستقرار فيها حتى وإن كانت منازلهم صالحة للسكن.

ويستغل أهالي كفريا والفوعة الموجودين في دمشق، والمنتمين في معظمهم إلى الميليشيات المدعومة من إيران، قرار عدم السماح لأهالي حجيرة بالعودة، لشراء منازلهم تحت وطأة التهديد من استملاك تلك المنازل من قبل النظام أو إصدار قرار حجز عليها، خاصة تلك التي تعود لمقاتلي المعارضة وعوائلهم الذين هُجروا قسرياً نحو شمال سوريا.

ويلعب وسطاء محليون، يتبعون للميليشيات الشيعية، دوراً رئيساً في الوساطة بين البائع والشاري، فضلاً عن وجود تجار عقارات يتبعون بشكل مُباشر لإيران وحزب الله اللبناني، يشترون شهرياً عشرات العقارات ويتم نقل ملكيتها إلى اسمهم بتسهيلات من الشؤون العقارية، بهدف التوسع العقاري في محيط مقام السيدة زينب واستملاك معظم المنازل ضمن خطة طويلة الأمد لتحويل المنطقة إلى ضاحية شيعية أشبه بضاحية بيروت الجنوبية.

ويستغل الوسطاء قرار النظام بمنع الأهالي من العودة، وحاجة المهجرين منذ سنوات للمال، فيقومون بالاتصال بهم وعرض مبالغ مالية زهيدة مقابل العقارات، سواء كانت مدمرة أو صالحة للسكن.

وتتركز عمليات الشراء بشكل رئيسي في شارع علي الوحش، والقطاعات القريبة من بساتين يلدا، رغم تعرضها لدمار كبير نتيجة القصف الكثيف للنظام عليها خلال فترة سيطرة المعارضة المسلحة.

وتتراوح أسعار المنازل بين مليون ومليون ونصف ليرة سورية، أي ما يعادل ثلاثة آلاف دولار أمريكي، وهي مبالغ زهيدة جداً مقارنة بأسعار المنازل في يلدا وببيلا وبيت سحم، التي لا يزال سكانها فيها رغم خروج فصائل المعارضة نحو شمال سوريا العام الفائت.

ولا تتوقف عمليات الشراء من قبل الشيعة على منازل الموجودين في دمشق، بل طالت عشرات المنازل التي تعود لأشخاص خرجوا إلى ادلب، وبالتنسيق مع حكومة النظام يتم وبسهولة نقل ملكية العقار حتى وإن كان البائع مطلوب أمنياً، وبدون إصدار الموافقات الأمنية اللازمة لبيع أي عقار كما هو الحال في كافة المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام.

وتحدثت صوت العاصمة إلى اثنين من أهالي حجيرة، الذين انتقلوا إلى بلدة يلدا بعد سيطرة النظام على منطقتهم، وانتهى بهم المطاف في الشمال السوري نتيجة الاتفاق الذي حصل بين الروس والمعارضة في أيار 2018.

ويقول أبو علي: إنه أتم مؤخراً، ورغم تواجده في ادلب، عملية بيع منزله الكائن في شارع علي الوحش بمبلغ مليون ونصف ليرة سورية، لأحد أهالي كفريا الموجودين في دمشق، دون وجود أي تعقيدات في عملية نقل الملكية نهائياً.

ويضيف: اتخذت قرار بيع المنزل نتيجة التهديدات المستمرة من المستوطنين الجدد في المنطقة لعائلتي باستملاك المنازل وفرض الحجز عليها بحجة أنني مطلوب أمنياً، في حال لم أوافق على عملية البيع.

ويقول أبو محمد وهو أحد سكان حجيرة أيضاً، إنه باع منزله بمبلغ ثلاثة ملايين، بسبب استحالة العودة من الشمال السوري. 

ولم تقتصر عمليات البيع لصالح أهالي كفريا والفوعة المتواجدين في جنوب دمشق، بل شملت شيعة أجانب، من إيرانيين وعراقيين وأفغان، الراغبين بالإقامة في محيط السيدة زينب، وبأسعار زهيدة جداً، عبر الوسطاء ذاتهم.

وشهد الطريق المؤدي من بلدة ببيلا إلى السيدة زينب خلال الشهور الماضية عمليات بيع واسعة من قبل الأهالي لأشخاص محسوبين بشكل مباشر على إيران، بغية السيطرة على الطريق تمهيداً لفتح وجعله مكاناً لإقامة الزوار الشيعة إلى المقام، بعد تحويل المنازل والأبنية إلى فنادق وشقق سكنية تؤجر للأجانب القادمين إلى سوريا بغرض السياحة الدينية.

اترك تعليقاً