بحث
بحث

بحماية الحصانة… تجارة مخدرات في دمشق أبطالها من كوريا الشمالية



كشف مسؤول سوري رفيع المستوى عن وجود عمليات لتهريب المخدرات أبطالها دبلوماسيون من كوريا الشمالية «مستغلين حصانتهم الدبلوماسية لنقل المواد المحظورة»، لبيعها بالتعاون مع مسؤولين محليين متورطين في العملية «دون علم السلطات».

وقال المسؤول الذي يشغل منصباً حكومياً، والذي رفض الكشف عن اسمه، إن عمليات الاتجار بدأت منذ أشهر، وجاءت بالتزامن مع زيادة التقارب بين شخصيات ضمن النظام ودبلوماسيين من كوريا الشمالية، مستفيدين من العلاقات السابقة بين البلدين في تمرير الممنوعات.
 
وأضاف المصدر أن جزء من تنسيق العلاقات بين الدولتين، يكون الهدف الدبلوماسي منه، الاستفادة من عمليات التجارة بالمخدرات، والاستحواذ على حصتهم من عقود إعادة الإعمار، للتغطية على تجارتهم هذه.
 
ويرى المصدر أن وعود إعادة الإعمار «مستحيلة التحقق، لعدم موافقات رسمية، وبسبب الحسابات الدولية المعقدة، ونقاط القوة والضغط في القرارات الدولية، خصوصاً مع تعاظم الدور الروسي المستمر».
 
وتفشت تجارة المخدرات في سوريا بشكل كبير مع سنوات الحرب، وسط عجز النظام وأجهزته الأمنية عن كبح جماح هذه التجارة، ففي السابق كانت سوريا نقطة عبور، أما الآن فأصبحت عبر المنافذ الحدودية التي تسيطر عليها جهات متنفذة في النظام، ولعلّ هذه تعيد بنا الأذهان حين كان أحد أبناء المسؤولين يشتري الطريق من ميناء طرطوس وصولاً للحدود العراقية لكي يمرر بضاعته دون تفتيش.
 
وفي البحث عن حيثيات القضية، أكد مسؤول آخر رواية المصدر، مشيراً إلى أن «قضية تجارة المخدرات معروفة لجهات عدّة داخل دمشق، بشكل غير رسمي على الأقل”.
 
وفي السياق ذاته، أقر أكثر من مصدر مقرّب من حكومة النظام، تورط كبار المسؤولين بالاتفاق مع بعض الدبلوماسيين «المدللين» عند النظام، وأحياناً بمساعدة بعض رجال الأعمال الذين ساعدوا في عدم سقوطه مادياً ومعنوياً مع ارتفاع موجة الاحتجاجات في كل البلاد منذ 2011.
 
وهذه ليست المرة التي يتم فيها تسريب معلومات عن تورط أصدقاء النظام في هذه التجارة، إذ ذكرت تقارير عديدة تداولتها الصحف الأميركية أن حزب الله يمول الإرهاب باستخدام عملية معقدة لتهريب المخدرات، وأنه يكسب أرباحه من خلال بيع المخدرات في أميركا اللاتينية، فيما أشارت تقارير أخرى قيامه بالنشاط ذاته في مختلف الدول منذ 2003 وحتى تاريخه بشكل منظم.
 
اللافت في التسريبات «وفق المصدر» أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ أي قرار بشأن التدخل لحظرها، «بسبب النفوذ القوي للمسؤولين المتورطين فيها».
 
وازداد انتشار المخدرات بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة، وخصوصاً مع انتشار الفوضى نتيجة الفلتان الأمني المصاحب لتدهور الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع نفوذ حزب الله الذي يستخدم المخدرات كمصدر تمويل أساسي.
 
وهذا ما أثبتته السلطات الكولومبية عام 2008، حين اعتقلت شبكة لتهريب المخدرات وغسيل الأموال على صلة بحزب الله، قبل أن يعترف تاجر المخدرات الكولومبي «وليد مقلد» بعدها بثلاثة أعوام بالتعاون مع الحزب في تجارة الكوكايين.
 

وعلى الصعيد الأوروبي، أعلنت هولندا في 2009 عن اعتقال شبكة دولية لتهريب المخدرات مرتبطة بحزب الله، وأنها نقلت 2000 كيلوغرام من الكوكايين، بين دول عدّة وأرسلت الأرباح لقيادة الحزب في لبنان، بالإضافة لاعتقال العديد من عناصر الحزب في أوروبا بتهمة عينها آخر سنتين.

المصدر: موقع الحل

اترك تعليقاً